للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

["الوهابية" والاستهزاء]

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ أدب الحديث/السب والفحش

التاريخ ٦/٩/١٤٢٤هـ

السؤال

فضيلة الشيخ, كما تعرف أن هناك من أهل البدع والضلال من يقول لنا "وهابي" أو "وهابية", ويحاولون تفرقتنا بقولهم إنه يوجد مذهب اسمه وهابي, وطبعا لا يوجد فرق بين الوهابي والسني. وأيضا كما تعلم أن كلمة "وهابية" جاءت من أحد أسماء وصفات الله سبحانه وتعالى "الوهاب". ألا تظن أن هؤلاء الناس يستهزئون باسم الله (الوهاب) ؟! فهم يستعملون هذا الاسم على وجه التشنيع والتحقير ولا يحترمون هذا الاسم الكريم الذي هو من صفات الله عز وجل. فأرجو منك أن تكتب لي حكم من يقول "وهابي", أو حكم من يستهزئ بأي من أسماء الله تعالى. وهل هناك أحاديث تدل على تحريم الاستهزاء بأسماء الله سبحانه؟ وإذا وجدت أرجو كتابتها..بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير..

الجواب

الحمد لله، وبعد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي في الله "الوهابية" هو لفظ أطلقه البعض - هداهم الله - على كل من استجاب لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إمام الدعوة في البلاد النجدية المتوفى سنة ١٢٠٦هـ.

ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - كما تفضلت ليس بينها وبين مذهب أهل السنة والجماعة أي فرق أو اختلاف بحمد الله، وما هي إلا تجديد وإحياء لدعوة سلفنا الصالح وفق كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ومن ظن أن الوهابية مذهب جديد مخالف لمذهب السلف فقد وهم وأخطأ، وهذه كتب الشيخ ومؤلفاته متوافرة وموجودة لا تحيد عن مذهب السلف قيد أنملة، لكن خصوم الشيخ - غفر الله لنا ولهم - اخترعوا هذا المصطلح أعني "الوهابية" وألقوه على أنصار الدعوة والمستجيبين لها.

وقد اغتر بكلام هؤلاء الخصوم وتشويههم لدعوة الشيخ - رحمه الله - كثير من العامة والسذج إلى يومنا هذا، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود لإيضاح حقيقة الأمر ودفع الإلباس ورفعه. وقد وهمت أخي في الله حين ظننت "الوهابية" نسبة إلى اسم الله "الوهاب".

وأما حكم من يستهزئ بأسماء الله فقد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام - عياذاً بالله - من ذلك، فإن الله يقول: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" [التوبة:٦٥-٦٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>