سألني صديق لي سؤالاً حيرني كثيراً، وأرجو منكم بيان وجهة ديننا الحنيف فيه.
السؤال هو: ما حكم الإسلام على ملايين الناس من الذين لا يعتنقون الإسلام ديناً لهم من الفقراء في الصين والهند والدول الأخرى؟ ولماذا كل الأنبياء المرسلين أو معظمهم نزلوا في الجزيرة العربية وما حولها؟ ولم نسمع عن نبي أو رسول في الهند أو الصين أو اليابان أو الكوريتين....الخ، علما أن معظم الناس غير المؤمنين بالله وبالإسلام موجودون بالبلدان التي لم يرسل لها رسول على الأقل في الثلاثة آلاف سنة الماضية. أرجو الإجابة على هذا السؤال؛ لأنني لا أعرف الجواب فعلاً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبر الله -تعالى- في محكم كتابه أنه أقام الحجة الرسالية على جميع الأمم السالفة، فقال سبحانه:"وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"[فاطر:٢٤] ، وقال:"ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"[النحل:٣٦] .
وبين سبحانه أن الاحتجاج الوحيد الذي يسوغ للناس أن يحتجوا به على ربهم هو عدم إرسال الرسل، وأنه قطع حجتهم، فقال:"رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"[النساء:١٦٥] ، وقال:"أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير"[المائدة:١٩] وعلق سبحانه استحقاق العذاب ببلوغ الرسالة فقال: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"[الإسراء:١٥] ، وقال - صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" رواه مسلم (١٥٣) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، فعلق الحكم عليه بالنار بالسماع به على وجه تقوم به الحجة. فيتبين من هذه النصوص وأمثالها ما يلي: