عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ١٤/٠٥/١٤٢٦هـ
السؤال
ما حكم تأبين الميت (المسلم) ، فقد نقل عن كثير من العلماء فعله، فما هو أصل هذا العمل في ديننا؟.
الجواب
التأبين للميت - ذكر محاسنه في الحياة وعند الممات والدعاء له، ومنه العزاء أو التعزية لأهل الميت - مشروع، وأخذ به عامة العلماء وعمل الناس عليه بذكر محاسن الميت بحضور أهله وذويه؛ تأنيساً لهم وتطييباً لخواطرهم بفقد ميتهم، والأصل في هذا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه - في سنن أبي داود (٤٩٠٠) ، والترمذي (١٠١٩) : "اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم"، وأخرجه الحاكم في المستدرك (١٤٦١) ، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي في التلخيص.
وما يفعله بعض الناس من الجلوس في بيت الميت أو قريبه يستقبل المعزين- فعل سائغ لا شيء فيه شرعاً؛ لأن فيه تعاوناً على فعل الخير في الدعاء للميت لكل من المعزين والمعزى، وربما لولا تحديد المكان لما أمكن تعزية أولياء الميت، والفائدة حصول الجميع على الأجر.
أما تحديد العزاء (التأبين) ثلاثة أيام من وفاة الميت، فاستئناساً بحديث أم المؤمنين زينب بنت جحش المتفق عليه، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً". صحيح البخاري (١٢٨٢) ، صحيح مسلم (١٤٨٧) . والله أعلم.