[الرسم لكنائس النصارى]
المجيب أ. د. عبد الله بن محمد الطيار
أستاذ جامعي في جامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ١٠/٠٥/١٤٢٧هـ
السؤال
ما حكم من يقوم برسم رسومات تخص النصارى وترسل إلى دولة أوروبية مقابل أجر عن هذه الرسومات! علماً أن هذه الرسومات قد توضع في كنائسهم، أو بيوتهم؟ وما حكم الأموال التي تجنى من هذا العمل؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن كان الرسم لأشياء من الطبيعة مثل الشمس، والقمر، والنجوم، والشجر، والمراكب السيارة في البحار، أو السيارات وغيرها مما ليس فيه روح، فلا بأس بذلك حتى لو اشتراها منه النصارى، والمال من ذلك حلال.
وأما إن كان الرسم لذوات الأرواح فهذا داخل في التصوير المحرم الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وتوعد عليه بالعقاب الأليم، ومن أدلة تحريم التصوير ما يلي:
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون" رواه البخاري (٥٩٥٠) ، ومسلم (٢١٠٩) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ" رواه البخاري (٥٩٦٣) ، ومسلم (٢١١٠) .
وفي الصحيحين أن رجلاً جاء إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال له: ادن مني. فدنا منه، ثم قال: ادن مني. فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه فقال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في جهنم". وقال: "إن كنت فاعلاً فاصنع الشجر ومالا نفس له" رواه البخاري (٢٢٢٥) ، ومسلم (٢١١٠) .
فالأولى لهذا الشخص أن يترك العمل في الجانب المحرم من هذا العمل المحرم، وليعلم أن ما يأخذه من مال في بيعه لهذه الصور المحرمة حرام، والقاعدة عند العلماء: "أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم"، فعمله محرم، وكسبه محرم، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به" أخرجه الترمذي (٦١٤) ، وغيره، وصححه الألباني.
وتعاونه مع النصارى في بيعه هذه الصور لهم، يوقعه في إثم أشد وذنب عظيم، ولقد نهى الله جل وعلا عن ذلك مع إخوانه المسلمين بقوله "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" فما بالك فيمن يتعاون مع من يعبدون غير الله تعالى ويتخذون هذه الصور أرباباً من دون الله، فليحذر من هذا الأمر وليبتعد عنه، وأوصيه بتقوى الله تعالى "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" [الطلاق:٢-٣] ، وعليه أن يبحث عن عمل حلال، فإن في الرزق الحلال الخير والبركة في الدنيا قبل الآخرة.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.