للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل مسَّ الجان ولدي؟!

المجيب يوسف صديق البدري

داعية إسلامي وخطيب مسجد الريان بالمعادي ومستشار اللغة العربية بوزارة التعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /السحر والمس

التاريخ ٠٧/٠٦/١٤٢٦هـ

السؤال

كان ابني في السابعة عشرة من عمره، أيقظته صباحاًَ ليذهب إلى المدرسة، كان ذكياً وسيماً، متفوقاً ومحبوباً لدى جميع المدرسين، والمفاجأة المذهلة أني عندما أيقظته وجدت وجهه كأنه قناع قد أميل على جنب، إذا وقف على قدميه ترنَّح واختلَّ توازنه. سارعت به إلى الطبيب لكن دون فائدة، ذهبت به إلى ساحر فكتب له شيئاً وقرأ عليه، وبعد أيام عاد وجهه كما كان لكنه فقد الذاكرة, ثم بعد ذلك بأيام نام نومة طويلة (أربعة أيام متواصلة) ، ثم استيقظ بعدها يحدثنا بأشياء غريبة، حيث يقول إنه رأى كذا وكذا في بعض البلدان فكأنه طاف الدنيا, ثم أخذت حالته تزداد سوءاً، يتحدّث مع شيء حوله، وأحياناً يرمي له الطعام.

أخذناه إلى المدينة الطبية، وأجري له مخطط للدماغ، فلم تعرف العلة ولم يتبين شيء، ثم ازدادت حالته سوءاً حتى صار يصيح بأعلى صوته، وكأنه يقاتل عدداً من الناس، وتارة يكسِّر أشياء من البيت ويلقي بأشياء أخرى، وتارة يسكت، ويكره أشخاصاً معينين ويطردهم من البيت أحياناً، ولا زال يصرخ ويصيح في اليوم أربع ساعات متواصلة أو أكثر، وأحياناً يكون هادئاً.

ذهبنا به إلى مشايخ يرقون بالقرآن، ومنهم دكاترة شريعة في الجامعة، وذهبنا به إلى مشايخ يتعاملون مع الجان، ولكنه ما زال على حاله، ولم نقطع قراءة القرآن، فأنا مداومة على قراءة القرآن عند الفجر على ماء وأسقيه منه. أرشدونا حفظكم الله.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه. وبعد:

فأهلاًُ بكِ -أيتها الأخت الكريمة- ونشكرك على مخاطبتنا عبر موقع (الإسلام اليوم) ، ونسأل الله أن يفرج كربك، وأن يشفي ولدك، وأن يجزل لك المثوبة على طول صبرك.. ولتعلمي -يا أمَةَ الله- أن الابتلاء في هذه الدنيا له أشكال وأنواع عديدة، وهو من سنن الله في خلقه، وله سبحانه في خلقه شؤون، وهو أعلم بأهل ابتلائه، قال تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" [البقرة:٢١٦] ، ويقول أيضاً: "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم" [محمد:٣١] .

حقاً ـ يا أختنا ـ قد يبتلى المرء في نفسه فيتحمل ويصبر، لكن أن يكون البلاء في ولده، فلذة كبده. فـ"إن هذا لهو البلاء المبين"، ولكني أذكرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة -رضي الله عنهما- قال: "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه".

وعن أبي يحيى صهيب بن سنان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>