فالشكر يكون باللسان والقلب والجوارح، فهو أعم في هذه الحالة، كما قال تعالى:"اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور"[سبأ:١٣] .
ومنه قول القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا
والحمد لا يكون إلا باللسان.
والشكر أخص من جهة، حيث إنه يقتصر على حصول النعمة وترتبها، أما الحمد فهو أعم من ذلك، فيكون في مقابل النعمة وغيرها، فله الحمد سبحانه وتعالى على كل حال، فالله محمود في السراء والضراء والعطاء والمنع، وله الحمد على كل أقداره، وعلى كماله في أسمائه وصفاته، وعلى كل شرائعه، فله الحمد على خلقه وأمره.
وهذا هو التحقيق في هذه المسألة، وكثير من أهل اللغة يذكرون أن الحمد أعم، ولكن التحقيق أن يقال: إن بين الحمد والشكر عموم وخصوص من وجه، انظر لسان العرب (٣/١٥٥) .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.