[مشاكل تربوية تواجه المعلم]
المجيب سليمان بن سعد الخضير
مشرف مناهج بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم
التاريخ ٢٤/١/١٤٢٥هـ
السؤال
لدي مجموعة من المشاكل التي قد تواجه المعلِّم في غرفة الصف (وخصوصاً في المرحلة الابتدائية) ، وأتمنى أن أحصل منكم على الأساليب الناجعة لمعالجتها بأفضل صورة.
تتلخص هذه المشاكل في:
-الغياب.
-التأخر الدراسي.
-صعوبة القراءة.
-الشرود الذهني.
-الخجل.
-ضعف الرسم الإملائي (الإملاء) .
شكراً لاهتمامكم، -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
نثمن لك الجدية، التي نتوقع أنك تتمثلينها في أداء وظيفتك.
الأسئلة التي وردتنا متخصصة للغاية وإجاباتها محررة بشكل واضح في الكتب التي عنيت بالإرشاد الطلابي، والذي يمكن تحريره هنا أن هذه المشكلات التعليمية ليست منفصلة عن بعضها، ويمكن حلها بأسلوب متقارب، بمعنى أنه يمكن تجاوز هذه المشكلات من خلال مزيد من منح الطالب أو الطالبة فاعلية أكبر داخل الصف، لندع للطالب مجالاً أوسع للمشاركة، ولنتح له أن يعبر عن رأيه، ونرحب بأفكاره ونطورها، ونجعل زملاءه يطورون فكرته، يقدم مقترحاته، تأملي (مثلاً) لماذا يحب الأطفال الذهاب إلى «السوبر ماركت» ، إن الحرية التي يشعرون بها أكثر؛ حيث الخيارات متعددة بين يديه.
الأطفال لا يتعلمون بطريقة واحدة، هناك عدة نظريات في التعلم تفيد في هذا الجانب:
هناك طلاب لا يحبون التعلم إلا من خلال الحركة والمشاركة مع الآخرين، نظمي لهم التعلم من خلال المجموعات مما له علاقة بالدرس.
وهناك طلاب لا يحبون التعلم إلا من خلال الأناشيد والمرح، نظمي لهم أناشيد ذات علاقة بموضوع الدرس ويمكن أن تطلبي منهم ذلك.
وهناك طلاب يحبون التعلم من خلال ربط التعلم بالطبيعة حوله، اربطيهم بالبيئة واطلبي منهم أن يحضروا بعض لوازم التعلم من الطبيعة حولهم ...
من أكثر النظريات رواجًا هذه الأيام نظرية الذكاء المتعدد (لهوارد جاردنر) وفيها ـ كغيرها ـ أفكار أتوقع أن تجعل الفصل حيويًا محببًا يجعل الطالب (وبخاصة المرحلة الابتدائية) ينظر إلى المدرسة على أنها نزهة، ويشعر بالوقت الذي يقضيه داخل الفصل يمر سريعًا، يندمج الطلاب أكثر، يتعلمون التنافس في التعاون دون الاستئثار بالتعلم -إن شاء الله-.
فالحاجة الملحة لحل عدد غير قليل من مشكلات التعلم هي في كيفية تنظيم النشاطات داخل الصف والتحرر من النمط التقليدي الذي يجعل الطالب متلقيًا مجردًا، والمعلم مِذْياعًا مدويًا، وبقدر ما يصمت الطالب يكون مؤدبًا، وبقدر ما يكون المعلم متدفقًا بالمعلومات يكون نشيطًا، هذه تصورات غير تامة.
الصمت من الأدب لكن المشاركة والتفاعل ليست سوء أدب، الشرح وبذل المعلومات نشاط لكن إتاحة الفرصة للطالب ليست كسلاً من المعلم.
يمكن تمثيل الدور الجديد للمعلم هو أن يكون كشرطي المرور الذي يوجه السائقين دون أن يتدخل في قيادة سياراتهم، وهكذا المعلم يوجه الطلاب للتعلم والوصول إلى المعلومة أو المهارة المرغوب زرعها فيه، دون أن يقدمها له دائمًا بصورة مباشرة.
سأمثل بإيجاز لما تقدمت الإشارة إليه:
الدرس: علوم، الصف: الثاني الابتدائي، موضوع الدرس: الجو بارد