للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سوء الحفظ.. وكثرة النسيان!!]

المجيب د. سيد زكي خريبة

استشاري صحة نفسية

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ استشارات نفسية وتربوية/أخرى

التاريخ ٢٧/٠٤/١٤٢٧هـ

السؤال

مشكلتي أنني سيئ الحفظ إنني أنسى بسرعة ما الطريقة لحل هذه المشكلة مع أنني أتمنى حفظ القرآن وطلب العلم؟

الجواب

الأخ العزيز صاحب المشكلة، نقول لك: إنك لست سيئ الحفظ ولا شيء من هذا القبيل فالذاكرة يمكن تدريبها وتحسينها مثلها مثل أي عضلة في الجسم. ونقول لك: إن أسباب مشكلات الذاكرة على وجه العموم تقع في فئتين:

أولها: أسباب عضوية. ثانيها: أسباب نفسية.

لذا كنا نود أن نعرف بعض الأشياء عما إذا كنت تعاني من أمراض مثل السكر - على سبيل المثال - إذ تتأثر الذاكرة بالضعف نتيجة النقص الكبير في تغذية المخ بالكمية اللازمة من السكر، وعلى هذا تتأثر خلايا المخ نتيجة لذلك وينعكس سلبا على الذاكرة؛ لأن انخفاض (الجلوكوز) في الدم إلى أقل من المستوى الطبيعي يترتب عليه جوع الخلايا العصبية، فتفتقر إلى الغذاء ولا تعمل بكفاءة كما ينبغي.

أما إذا كان السبب نفسياً فإن ذلك يوحي بأنه لا يوجد لديك إعاقة على المستوى البيولوجي (الجهاز لم يصب بشيء) ولكن يكون الأداء فيه شذوذ بسبب الصراعات الانفعالية التي تعيشها، وكذلك القلق إذا كنت تعاني منه، أيضا الاكتئاب - لا قدر الله -، أما إذا كنت سليماً عضوياً فيمكنك التغلب على النسيان باتباع الآتي:

١- حاول أيها الأخ العزيز أن تتصور المكان والجو الذي كان محيطاً بك أثناء استذكار هذه المعلومات، وإن شاء الله غالبا ما سوف تتذكر؛ لأن الرأي العلمي في ذلك يقول: إن المعلومات لا تختفي تماما من عقل الإنسان إلا في الحالات العضوية فقط، وطالما أنت سليم عضويا فسوف تتذكرها.

٢- عليك إذا كنت تعاني من القلق أو التوتر أن تبعد القلق عنك؛ فلا يوجد هناك داعٍ يصل بك إلى هذه الدرجة. لأن القلق لا يساعد على التذكر.

٣- عليك عند قراءة سورة مثلا أن تقرأها بتركيز وتمعن حتى تثبت جيداً وتختزن في الذاكرة دائماً، وحاول ألا تجهد نفسك في عملية الحفظ طالما هذه قدرتك، فلا تتحدَّ ذاتك لأن المعلومات عندما تدخل إلى الذاكرة تظل بعض الوقت غير مستقرة، وعندما تدخل إليها معلومات أخرى قبل أن تثبت المعلومات الأولى فإن المعلومات الجديدة تزيل تلك المعلومات التي لم تثبت بالذاكرة الدائمة لتحل محلها أو تتداخل معها خصوصا إذا كانت المعلومات من نفس الجنس أي متشابهة مثل سور القرآن الكريم أو نظرية هندسية، لذا نقول لك: ركز جيداً في الجزء الذي تحفظه، ولا تحاول إجهاد نفسك أكثر مما ينبغي من حفظ، وانتظر لفترة من الوقت حتى تشعر بالراحة ثم أعد ما حفظته وما استذكرته وستجد نفسك قادراً على استرجاع المعلومات، وكذلك يجب ألا تقرأ نظرية هندسية دون التركيز ثم تستذكر أخرى، فهنا يحدث الخلط وعدم القدرة على الاسترجاع.

الأخ صاحب الاستشارة، أسأل الله أن أكون قد وفقت فيما قدمت وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>