للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المشكلات تسكن في بيتنا]

المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية

التاريخ ٢٨/٠٧/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة أعاني من مشكلات كثيرة في البيت، وكذلكً أمي وأبي، وأحياناً أخي وزوجاته، وأحياناً تأتي لنا المشكلات والمصائب من كل مكان، ولا أعرف ماذا أفعل، هل هي العين الحاسدة أم ماذا؟ لقد سئمت أمي هذه العيشة، حتى إن أبي لا يسمح بدخول أهل أمي لبيتنا، وقال لها: إذا تريدين الذهاب إليهم فاذهبي، ولكن لا أريد أن يأتوا في بيتي؛ وذلك لحدوث مشكلة وشجار مع أبي وأهل أمي، والخصام هذا لم تنحل عقدته بعد، ولم يلتق الأحبة حتى الآن، ماذا نفعل الكل يسب الثاني ويشتمه، الكل يكره الثاني، لا سعادة لا حب في هذا البيت، لا توجد بسمة مشرقة في الصباح، ولا كلمة طيبة تسعد النفس في المساء، الكل مشغول في عمله، وعندما يكتمل العمل يبدأون في اختلاق المشاكل، والمتسبِّب في أكثر المشاكل هو أبي وأخي الأكبر، لا يوجد تفاهم في البيت، أتمنى أن تفيدوني بآيات قرآنية أو شيء من هذا القبيل؛ حتى أقرأها وتهدأ الأوضاع، أو أي حل آخر ترونه مناسباً لنا.

الجواب

الأخت الكريمة/ سلمها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع "الإسلام اليوم"، ونرجو الله أن تجدي منا النفع والفائدة.

والجواب على ما سألت كالتالي: لا أشك أن البعد عن الله، وعن طاعته، وعن التقرُّب إليه بما شرع من أسباب المشاكل في البيوت، وخلوها من الخير والاطمئنان، وحضور الملائكة وتمكن الشياطين الذين يزرعون الشقاق والخلاف وسوء الأخلاق بين الناس، وصدق الله إذ يقول: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" [طه:١٢٤] وقال: "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون" [الزخرف:٣٦] ؛ ولذلك بقدر ما تحاولين بث الطاعة والخير في بيتكم بقدر ما تقل تلك المشاكل، ثم لا بد من النظر إلى أسباب المشاكل؛ ليتم تلافيها حتى تخف أو تزول، وأقترح عليك بعض الاقتراحات ومنها:

١- إيجاد بعض الكتب والأشرطة التي تتحدث عن حسن الخلق وطيب العشرة مع الأهل

والأقارب، وما لهم من حقوق على الإنسان.

٢- التحدث مع بعض أهل الخير من أهل العلم والصلاح من الأقارب، أو غيرهم لزيارة الوالد والأخ الأكبر لنصحهما، وتذكيرهما بالله دون ذكر التفاصيل في ذلك؛ حتى لا تقع بسبب ذلك مشاكل.

٣- محاولة الحوار والنقاش مع الوالد عن سبب العنف والشدة في التعامل، وتلك النفرة الواقعة بينكم، والحرص أثناء ذلك على الرفق معه، والرقة والتأدب والبعد عن الإساءة.

٤- أن يكون لك جهد وبدء في إشاعة الرفق وحسن الخلق، والتحبُّب مع أهلك وإخوانك.

٥- أن تلحي على الله بالدعاء أن يصلح أهلك، وأن يمن عليهم بالهداية والصلاح وحسن الخلق.

٦- أن يكون لك ورد من القرآن تقرئينه في البيت، وفي أماكن مختلفة منه؛ حتى تحضر الملائكة وتطرد الشياطين وخاصة سورة البقرة.

٧- حاولي أن تقدمي هدايا رمزية لوالدك ولأخيك؛ حتى تكسبيهم إليك، فيكون هناك قبول لحديثك معهم.

٨- اعملي للبيت كله وليمة أو (عزومة) مصغرة تحتفلين فيها بهم، وتدخلي السرور على الجميع بذلك.

٩- تحلي بالصبر ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإن المشكلة تكمن في سوء الخلق ورداءة الطباع، وهذه تحتاج إلى وقت لإصلاحها، أو التخفيف من حدتها.

والله أسأل أن يصلح أهلي وأهلك جميعاً، وأن يمن عليهم بالخلق الكريم، والطباع الحسنة، وأن يصلح لهم قلوبهم، ويملأها بالخير والإيمان إنه جواد كريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>