أنا مسلم مقيم في بلاد الغرب، والمسلمون هناك أقلية، ومن الصعب الحصول على عمل، وقد قضيتُ أربع سنوات بدون عمل، وقد بذلتُ جهدي للحصول على أي عمل؛ لكي لا أبقى مشرداً، والآن حصلتُ على عمل، والمشكلة فيه عدم تمكني من أداء صلاة الجمعة فأصليها ظهراً، فهل أستمر في هذا العمل أم لا؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فصلاة الجمعة مفروضة بالكتاب والسنة والإجماع، ولا تسقط إلا عن أربعة ذكروا في حديث رواه أبو داود (١٠٦٧) : "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة، إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض".
وكذلك المسافر ما دام مسافراً، ولا يجوز ترك صلاة الجمعة للعمل، إلا إذا كان يترتب على ترك العمل مفسدة كبيرة، مثل أعمال الأمن وحراسة الحدود ومثل ذلك؛ وتجب عليهم صلاة الظهر جماعة إن قدروا على ذلك، أو فرادى إن تعذر عليهم، وإلا ففي التهاون في الجمعة خطر شديد على قلب المسلم ودينه؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"لينتهين أقوام عن ودعهم - أي تركهم - الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين" رواه مسلم (٨٦٥) ، فهي الفريضة التي نادى الله تعالى المؤمنين بها بقوله:"يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"[الجمعة:٩] . وعموماً أنت أدرى بحالك وأعلم بطاقتك، فحاول أن تدرك الجمعة في وقتها ما استطعت، فهي زادك في مواطن الفتنة، قال تعالى:"فاتقوا الله ما استطعتم"[التغابن:١٦] .