شيخنا الفاضل. أود أن أستفسر من حضراتكم فقد تمنيت أن يرزقني المولى بنتاً فأسميها بسملة، ولكن أردت أن أعرف هل يجوز اختصار بسم الله؟ حيث إني سمعت والعلم عند الله بأنه لا يجوز اختصار لفظ -صلى الله عليه وسلم- إلى (صلعم) مثلاً، فهل هذه غير تلك أم لا؟ أتمنى أن تساعدوني في معرفة الحكم الشرعي في ذلك، مع أنه بالفعل يوجد أناس كثيرون بهذا الاسم، وقد أعجبني كثيراً وتمنيت أن أسمي به ... فما جوابكم؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فنسأل المولى -عز وجل- أن يحقق أمنيتك بأن يرزقك ذرية صالحة تقر بها عينك، ونوصيك أن تختار لها اسماً حسناً، ومن أحسن الأسماء أسماء أمهات المؤمنين زوجات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبناته والصحابيات - رضوان الله عليهن جميعاً-، وغيرها من الأسماء الحسنة، ولا نرى تسميتها (بسملة) ، خاصة وأنت تعني بها اختصار (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وهذا يكثر عند الأعاجم فيسمون (ما شاء الله) و (تبارك الله) و (بسم الله) ونحوها لجهلهم بالعربية لغة القرآن الكريم، مع عاطفتهم للإسلام والقرآن، وهذه ليست من الأسماء في شيء، ولا ينبغي التسمي بها، أما اختصار (بسم الله الرحمن الرحيم) : إلى البسملة فهذا جائز لا بأس به، كاختصار (الحمد لله) إلى (الحمدله) ، و (لا حول ولا قوة إلا بالله) إلى (الحوقلة) وهكذا.
أما الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فالصحيح أنه لا يجوز أن يرمز لها (صلعم) أو (ص) وإنما تكتب كاملة أو تترك كلها كتابة لا لفظاً، وقد نص على ذلك العلماء كالحافظ ابن كثير وغيره، وليست نحو البسملة وأخواتها والله أعلم.