للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكذب على المريض في التشخيص!]

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٩/٠٤/١٤٢٧هـ

السؤال

أنا طبيب لا أحب الكذب، صادفني موقف مع مريضة وأبنائها، اكتشفنا إصابتها بالسرطان فأخبرت أبناءها ولم أخبرها، لأن أبناءها طلبوا مني أن أخبرها بتشخيص آخر!

هل هناك رخصة في الكذب على المريض في مثل هذه الحالات؟ مع علمي أن هناك رخصة في الكذب إذا تُيقن تأثير المصارحة على حياة المريض! وماذا عن تأثير المصارحة في تأخير شفاء المريض نتيجة تضرره النفسي من المكاشفة بحقيقة المرض؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن الإنسان المريض في وضع يعتبر فيه ضعيف الشخصية، ويتأثر بما يحيط به، وإذا عرف عن هذا المريض أنه لا يتحمل أن يفاجأ بمثل هذا المرض وأنه يتضرر إذا علم أنه مصاب بهذا المرض فإنه لا يخبر به؛ لأن المقصود هو مصلحته، وكونه يعرف أن مرضه هو هذا أو ذاك لا يفيد كثيرا، بينما إذا أخبر بمرض آخر أخف منه ترتفع معنوياته ويكون عنده شعور بالراحة، وتقبل للدواء أكثر، فلا يخبر بهذا المرض لمصلحته.

أما إذا كان الإنسان قوي الشخصية وعنده إيمان ويقين وقدرة على التعامل مع هذا المرض بالصبر والاحتساب واللجوء إلى الله تعالى، فإنه يخبر بهذا المرض ويبين له؛ لأنه قد يكون أنفع له لترتيب أموره مع أهله وأقاربه وحسن لجوءه إلى الله ودعائه وتضرعه إليه. فالأمر يعود إلى حال ذلك الإنسان المريض، فالذي يتضرر إذا علم بهذا المرض لا يخبر به، والذي يزيده إيماناً، وقوة، وصبراً، واحتساباً، يخبر به. وبالله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>