[هل أجاز ابن تيمية الاستعانة بالجن؟]
المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ٢٥/٠٥/١٤٢٧هـ
السؤال
كنت قد أرسلت إليكم سؤالا أسال فيه عن جواز الاستعانة بالجن المسلم في العلاج وجاءني الرد جزاكم الله خيراً لكن كان الهدف من سؤالي هو أن بعض طلبة العلم ذكر أن ابن تيمه أجاز الاستعانة بالجن المسلم في العلاج فهل نسبة هذا القول لابن تيمية صحيحة وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى (١٣/٨٧) "واستخدام الإنس لهم -أي للجن- مثل استخدام الإنس للإنس بشيء:
- منهم من يستخدمهم في المحرمات من الفواحش، والظلم، والشرك، والقول على الله بلا علم. وقد يظنون ذلك من كرامات الصالحين. وإنما هو من أفعال الشياطين.
- ومنهم من يستخدمهم في أمور مباحة؛ إما إحضار ماله، أو دلالة على مكان فيه مال ليس له مالك معصوم، أو دفع من يؤذيه ونحو ذلك؛ فهذا كاستعانة الإنس بعضهم ببعض.
- والنوع الثالث: أن يستعملهم في طاعة الله ورسوله، كما يستعمل الإنس في مثل ذلك في ذلك، فيأمرهم بما أمر الله به ورسوله، وينهاهم عما نهاهم الله عنه ورسوله، كما يأمر الإنس وينهاهم. وهذه حال نبينا صلى الله عليه وسلم، وحال من اتبعه، واقتدى به من أمته وهم أفضل الخلق فإنهم يأمرون الإنس والجن بما أمرهم الله به ورسوله".
إلى أن قال (ص٨٩) : "والذين يستخدمون الجن في المباحات يشبه استخدام سليمان، لكن أعطي ملكاً لا ينبغي لأحد بعده ...
ثم قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فلم يستخدم الجن أصلاً، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله، وقرأ عليهم القرآن، وبلغهم الرسالة، وبايعهم كما فعل بالإنس" أ. هـ رحمه الله (ص٨٩) .
هذا ما وقفت عليه من كلام لابن تيمية رحمه الله تعالى في مسألة الاستخدام أما مسألة الاستمتاع فله فيها كلام طويل في هذا المجلد قبل هذا الموضع فليراجعه من شاء والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.