للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التشكيك في وجود الإعجاز العلمي في القرآن]

المجيب د. محمد بن إبراهيم دودح

باحث علمي في هيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة

القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة

التاريخ ٢٦/٠٢/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف يمكن الرد على من يشككون في الإعجاز العلمي في القرآن ويقولون مثلاً أن ذكر أطوار نمو الجنين مثلاً ذكر قبلاً في التوراة ومحمد- صلى الله عليه وسلم- لم يأت بجديد؟.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد:

أقول مستعينا بالله تعالى:

ليس نادرا أن يوجد من يعمل على وأد الحقيقة عن إدراك التزاما بموروث الآباء حتى لو شابه التناقض وعابه الخلل, ولكن النادر أن ينبري محقق للنقد الموضوعي والاعتراف بالحقيقة وإن خالفت الإرث الطائفي, وفي يقظة جريئة بين ركام التقليد اعترف المحقق الفرنسي موريس بوكاي بسبق القرآن الكريم في تسجيل كثير من الحقائق في ميادين علمية مختلفة بلا خطا واحد بينما لم تثبت المدونات التي تنسب للوحي للنقد العلمي, وهكذا نال بكتابه "القرآن والإنجيل في ضوء العلم الحديث" شهرة واسعة ورفعه صدقه وجرأته إلى مصاف الأعلام.

وفي التماعة لا تخلو من جرأة كذلك في كتاب "دليل إلى قراءة الكتاب المقدس" المنشور في ١٢ تشرين الثاني عام ١٩٨٢ والمطبوع بالعربية في بيروت؛ كتب المحقق الفرنسي الأب أسطفان شربنتييه قائلا: "إن الكتاب المقدس لا سيما العهد القديم كتاب محير, نعلم قبل أن نفتحه أنه الكتاب المقدس عند اليهود والمسيحيين ونتوقع أن نجد فيه كلام الله غير ممزوج بأي شيء.. وعندما نفتحه نجد فيه قصصا من ماضي شعب صغير, قصصا كثيرا ما تكون لا فائدة فيها, وروايات لا نستطيع أن نقرأها بصوت مرتفع دون أن نخجل؛ وحروبا واعتداءات, وقصائد لا تحملنا على الصلاة وإن سميناها مزامير, وفضائح أخلاقية قديمة تخطاها الزمن وكثيرا ما هي مبغضة للنساء" ص ٨, "وكذلك فإن أسفار الكتاب المقدس كثيرا ما تبدو لنا مبتذلة ولا فائدة لها" ص ٨, وفي الحقيقة قد شارك الكاتب في فضل جرأة الاعتراف عدد من أعلام الطائفة هم المترجم: الأب صبحي حموي اليسوعي, والمقدم الأب أنطوان أودو اليسوعي أستاذ الكتاب المقدس بجامعة القديس يوسف في بيروت, والموافق على النشر النائب الرسولي: بولس باسيم, وما يهمنا في أقوال الأب أسطفان شربنتييه فيما يتعلق بالجوانب العلمية عامة أو الحقائق التي فاض بها القرآن الكريم هو اعترافه بجرأة قائلا: "قد نجد في الكتاب المقدس كثيرا من الأمور غير المطابقة للواقع" ص٩, ولو تناول أي إنسان يرغب في معرفة الحقيقة جميع ما ينسب للوحي من مدونات تسبق القرآن فلن يجد شيئا خاصة في مجال علم الأجنة؛ فمن أين إذن ذلك الفيض غير المسبوق من الحقائق العلمية في القرآن الكريم قبل أن يبزغ عصر الكشوف العلمية بأكثر من عشرة قرون إذا كان ما يسبقه ناقص ومغلوط!.

<<  <  ج: ص:  >  >>