ما ردكم حول ما يقول الشيعة من أن رضا الله الذي وقع على الصحابة الكرام-رضي الله عنهم- إنما وقع في لحظة البيعة فقط، مستدلين بوجود النسخ؟ أرجو أن تكون الإجابة بما أمكن من تفصيل. وشكراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخبار الله -تعالى- لا يدخلها النسخ بالاتفاق؛ فقد أخبر تعالى بهلاك فرعون وأبي لهب، فلا يقول قائل إن ذلك قابل للنسخ، وهكذا إخباره تعالى عن صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم- برضاه عنهم في عدة مواضع لا يقبل النسخ؛ لأن القول بنسخ الأخبار تجويز للكذب على الله، وهذا كفر وردة "ومن أصدق من الله قيلا"، ثم إن الطعن في الصحابة -رضي الله عنهم- طعن في مقام النبي - صلى الله عليه وسلم- إذ إن ذلك يعني أنه لم يحسن تربيتهم وتزكيتهم، فهو دليل على فشله، ولا يقول ذلك مسلم، وعليه فما أخبر الله -تعالى- عنه يشهد له واقع الصحابة -رضي الله عنهم- وسيرتهم العطرة، فهم المهاجرون والأنصار، وأصحاب بدر والبيعة والمواقف المشهودة، وبسببهم بعد الله وصل الدين إلينا وإلى العالم. والله أعلم.