للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رقية الكافر للمسلم]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن العمير

عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالإحساء وعميد كلية التربية بالجامعة

الجهاد ومعاملة الكفار/مسائل متفرقة في الجهاد ومعاملة الكفار

التاريخ ٢/٨/١٤٢٤هـ

السؤال

هذه شبهة طرحها بعضهم من خلال هذه الرواية، ورد في الموطأ (١٧٣٣) حدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- دخل على عائشة -رضي الله عنها- وهي تشتكي، ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر: ارقيها بكتاب الله.

يقول هذه المبتدع: كيف يجوز طلب الرقية من الكافر؟ حيث إن فيها تزكية لباطنه.

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، أما بعد:

فإن قول سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - لليهودية (ارقيها بكتاب الله) يتلخص في النقاط التالية:

- هذا الأثر رواه الإمام مالك في الموطأ (١٧٥٦) بسند صحيح، ومعنى قول سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - "ارقيها بكتاب الله" الظاهر أنه يعني التوراة، فهو كتاب ديانتها، وقيل يريد ارقيها بما يوافق كتاب الله، بأن يكون خالياً من الشرك.

- ليس في طلب الرقية من الكافر تزكية لباطنه، ولا رضى بما هو عليه من دين منسوخ، ذلك أن حقيقة الرقية تعويذ يكون سبباً في رفع مرض أو وقاية من شر، فهو نوع من الاستشفاء، والتداوي، إذا أصاب موقع المرض حصلت الفائدة بأمر الله، يدل على هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لكل داء دواءٌ فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله - عز وجل -" رواه مسلم (٢٢٠٤) من حديث جابر - رضي الله عنه -، فالشفاء من الله لا من الدواء ولا من الطبيب والراقي، قال - عز وجل -: "وإذا مرضت فهو يشفين" [الشعراء: ٨٠] .

<<  <  ج: ص:  >  >>