للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أمه متبرجة]

المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين

التاريخ ١٩/٠١/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم.

إخوتي في الله: أريد أن ترشدوني إلى الطريق جزاكم الله خيراً، أمي متبرجة، وعندما أتكلم معها على الحجاب تصرخ علي وتشتمني، فقد تكلمت معها عدة مرات على الحجاب، فلا جدوى، فلقد يئست منها وصرت أكره تصرفاتها، وصارت تخاصمني وتقول لي لا تتكلم معي، وبعض الأحيان تقول لي أنت يهودي، وأنا في بعض الأحيان أحقد عليها، وأصبحت لا أطيعها. فأرشدوني، جزاكم الله خيراً.

الجواب

الأخ الكريم:- سلمه الله ورعاه- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع (الإسلام اليوم) ، ونرجو من الله أن تجد منا النفع والفائدة.

والجواب على ما سألت كالتالي:

أشكرك مرة أخرى على حرصك على دعوة أمك للالتزام بالحجاب الشرعي، ولا ريب أن ذلك واجب عليك، وهذا أقل ما تقدمه لها لتحميها من النار، لكن اعلم -بارك الله فيك- أن اللطف والكلمة الطيبة أوجب ما تكون مع الوالدين، وليس دعوتهم إلى أمر واجب شرعا مبررا للعنف معهم أو الغلظة في دعوتهم، وتذكَّر أن الله قال لنبييه موسى وهارون -عليهما السلام- حين بعثهما لأشقى وأطغى من في الأرض، من زعم أنه الإله والرب فرعون قال لهما: "فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" [طه ٢٠/٤٤] ، فما بالك بالأسلوب مع المسلم، بل ومع الوالدين، وخاصة الأم، لا شك أنه أولى باللطف والصبر، ثم انظر توجيه الرب -سبحانه- لنا عندما يجتهد الوالدان علينا في دعوتنا إلى الشرك الذي هو أعظم ذنب عصي الله به، ومع ذلك يقول لنا ربنا في محكم تنزيله: "وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا في الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إلي ثُمَّ إلي مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [لقمان ٣١/١٥] .

فواجب عليك أن ترفق بأمك وتنصحها بأدب ولطف وخضوع، ثم حاول أن تزودها بكتب وأشرطة تتحدث عن خطورة التبرج والسفور، وإن استعطت أن توسط امرأة صالحة داعية فاهمة لتنصحها عنك، وتصحبها معها في الخير يكون حسناً، ولا تنس أن تدعو لها في ظهر الغيب بصدق وإخلاص، وخاصة في أوقات الإجابة كالسجود وآخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وما شابه ... والله معك وهو ولي التوفيق. والسلام عليكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>