[هل فرش المسجد بالسجاد بدعة؟]
المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ٧/٢/١٤٢٥هـ
السؤال
في مسجدنا يوجد سجاد مُهدى لنا، وأعضاء المجلس الخاص بالمسجد لا يرون في ذلك مشكلة؛ لأنهم يحضرون في الجمع والمناسبات، وبعد تقديم فتوى أحد المشايخ لهم بأن السجاد بدعة، وقد سألوا الأزهر فأجاب بأن السجاد جائز؛ لأنه لم يرد نص فيه، وأن السجاد لا يزعج المصلين والسؤال هو:
(١) ما حكم السجاد مع الدليل؟.
(٢) ماذا علينا أن نفعل نحن الذين نحضر كل يوم للمسجد في حال رفضوا سحب السجاد؟ علماً بأنهم رفضوا فتوى شيخ آخر بناء على تفكيرهم، والله يعلم أن علمهم قليل جداً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الأصل في الصلاة على السجاد هو الجواز بناء على ما قرره العلماء من أن الأصل في الأشياء الحل حتى يثبت التحريم، ولم يدل دليل شرعي صريح صحيح بتحريم الصلاة على السجاد أو كراهته؛ بل دلت الأدلة الشرعية على جواز ذلك من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- وقد استوفاها الشيخ ـ الذي سألتموه ـ في فتواه.
والتحقيق أن فرش المصلى أو المسجد بالسجاد الذي يقي الناس والحر والقر والوسخ عمل مشروع؛ لأنه أعون للمصلي على الخشوع والتدبر والطمأنينة.
هذا على أن يكون السجاد خالياً من صور ذوات الأرواح، وخالياً من الزخرفة التي تلهي المصلي عن صلاته، وقد بسط الشيخ المسؤول تفصيل ذلك وأدلته بما يغني عن إعادته.
وقد قرأت فتوى الشيخ وفقه الله، ولم أجده يقول ببدعية الصلاة على السجاد مطلقاً، وإنما قال ببدعية اتخاذ السجاد في الصلاة في حالة خاصة، وأنتم أخذتم كلامه على وجه العموم.
وكم من عائب قولاً صحيحاً *** وآفته من الفهم السقيم
وهو إنما قال ببدعية أن يتخذ المصلي السجاد (ترفعاً من الصلاة على الفراش الذي فرش لعامة الناس في المسجد، أو يفعل ذلك احتياطاً منه خشية نجاسة البقعة التي يصلي عليها) .
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"أما الغلاة من الموسوسين: فإنهم لا يصلَّون على الأرض، ولا على ما يفرش للعامة على الأرض، لكن على سجادة ونحوها.. اهـ مجموع الفتاوى (٢٢/١٧٧) .
كما قال - حفظه الله- ببدعية أن يتحرى المصلي الصلاة على السجاد، اعتقاداً منه بأنه لابد من سجادة خاصة للصلاة.
ولا شك أن من اعتقد ذلك فهو موسوس ومتنطع.
وسياق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي ذكره الشيخ المذكور لا يفهم منه بدعية الصلاة على السجاد بإطلاق، وإنما يفهم منه - كما هو ظاهره- أن البدعة هي: "تحري الصلاة على السجاد بحيث يجد المصلي في نفسه حرجاً أو شكًّا في صلاته لو صلاها على غير سجاد) .
قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى-: