قرأت مقالاً في إحدى الصحف يتحدث عن وحشية ذبح الحيوانات في الإسلام، وأن الحيوان يذبح وهو بكامل وعيه، ووجوب التصدي لهذه الطريقة أريد أن أرد على هذا المقال، وأحتاج لمساعدة منكم في ذكر بعض الحقائق العلمية المناسبة.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فالإسلام أمر بالإحسان في كل شيء، ومن ذلك ذبح الحيوانات، ويظهر ذلك من أمور:
الأول: أنه لا يجوز قتل الحيوان إلا لغرض صحيح مثل أكل لحمه، ولا يجوز قتله لغير مصلحة كاللهو الحاصل من مناطحة الديكة وصراع الثيران، ونحو ذلك، وحتى الصيد كره الإسلام قتل الطيور وغيرها إلا بقصد أكلها، وهذا من أنواع الإحسان المفقودة كثيراً في هذا الزمن.
الثاني: أن الشرع أمر بالإحسان في طريقة ذبح الحيوان، فأمر بأن تكون السكين حادة غير كالة، وأن يريح الذبيحة بإسراع الإجهاز عليها؛ قال عليه الصلاة والسلام:"إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" رواه مسلم (١٩٥٥) من حديث شداد بن أوس-رضي الله عنه-.
الثالث: أنه نهى عن سن آلة الذبح والحيوان يراه، كما نهى عن ذبح الحيوان وحيوان آخر يبصره، وهذا من أنواع الإحسان الكبيرة التي تتضمن مراعاة الإحسان حتى فيما لا يضر الحيوان.
الرابع: أن الإسلام لما أمر بذبح الحيوان بطريقة إنهار الدم قصد إلى أمرين، إراحة الذبيحة بسرعة موتها، وإبعاد ما يفسد لحم الحيوان، فإن احتباس الدم في الحيوان يسبب فساده، وأما إذا أنهر الدم وخرج كان لحم الحيوان أبعد عن الفساد كما يعرف هذا بالطب.