للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرب غسيل ملابس الميت]

المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

العقائد والمذاهب الفكرية/ البدع/مسائل متفرقة

التاريخ ١٩/١١/١٤٢٣هـ

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سؤالي: توفي لي ابن في الجامعة الأسبوع الماضي وأشار عليَّ كثير من الناس بغسل ثوبه أو غترته أو طاقيته وشرب مائها حتى يذهب الحزن، وقد شككت في ذلك ولم أفعل خشية أن تقدح في عقيدتي واتكلت على الله إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، فهل مشورتهم صحيحة أم خاطئة لأنصح الناس؟ وفقكم الله وسدد خطاكم.

الجواب

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وآله وصحبه.

من ابتلي بمصيبة كفقد حبيب أو قريب أو مصيبة أخرى من مصائب الدنيا فالواجب عليه الصبر والاحتساب وذلك بكبح نفسه عن الجزع والتسخط، فليؤمن بالله وليرضى بحكمه سبحانه كما قال:"ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه" [التغابن: ١١] قال بعض السلف: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

ومجرد الحزن أمر طبيعي لا إثم على الإنسان به، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-:"إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا" البخاري (١٣٠٣) ومسلم (٢٣١٥) ، وما يحصل للإنسان من حزن بسبب المصيبة هو مما يكفِّر الله به عنه، كما في الحديث الصحيح:"لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه" البخاري (٥٦٤١) ومسلم (٢٥٧٣) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-، وقال -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر -رضي الله عنه-:"ألست تحزن ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء فذلك مما تجزون به" أحمد (٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>