للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أريد الزواج.. ولكن..!!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته

التاريخ ٢٣-٢-١٤٢٣

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنا شخص في السنة الثانية من دراستي الجامعية، وفقني الله لطلب العلم وبرزت فيه ولله الحمد، أحس بعاطفة جياشة وميل نحو النساء أكثر من أقراني، وهذا يتعب نفسيتي أحياناً، بل أحس بأشياء عضوية، ذكر بعض الأطباء أنها طاقة جنسية زائدة.

اعلم أن الحل الأمثل هو الزواج، لكن هناك عوائق:

١- ذاتية، وهي الخوف من أن يشغلني عن العلم خاصة في مقتبل العمر، وفي هذه السنين الذهبية.

٢- اجتماعية، فلم يسبق لأحد من العائلة (بمفهومها الواسع) أن تزوج في مثل هذه السن، خاصة وأني أكبر اخوتي، فالوالدة لا تريد مني الاستعجال في زواجي.

وأفيدكم علماً أنها من ناحية مالي ميسورة جداً ولله الحمد..

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخ الكريم أشكر لك ثقتك وتعليقي على سؤالك بما يلي:

الأمر الأول: الزواج في الحقيقة أمر في غاية الأهمية وفي غاية الحساسية كيف لا وهو نقطة التحول الكبرى في حياة الإنسان ينتقل من خلالها من الحياة العزوبية العامة إلى الحياة الأسرية الخاصة ليكون بذلك مسؤولاً عن زوجة وأطفال أمام الله ونفسه والآخرين.

الأمر الثاني: ميلك نحو النساء أعتقد أنه أمر طبيعي في مثل هذا السن حتى ولو كانت بنسبة أكثر من الآخرين كما تظن، وكل الناس يمرون بمثل هذه التجربة وهي سنة من سنن الله في هذا الوجود وسر من أسرار خلقه سبحانه ليستمر بذلك الخلق في الانتشار ويحصل الاستخلاف الذي أراده المولى عز وجل على هذه الأرض.

الأمر الثالث: الأمر في الزواج ليس محصوراً بالنواحي المادية والقدرة المالية فقط وإن كانت عنصراً بالغ الأهمية في المساعدة على اتخاذ قرار بهذا الأهمية، لكن الأمر الأهم في الزواج باعتقادي يتعلق بمدى استعدادك أنت لهذا الحدث العظيم في حياتك. إنه يتعلق بقدرتك على تحمل المسؤولية ومدى نضجك النفسي والسلوكي والاجتماعي ومدى انعكاس هذا النضج على واقعك الحياتي ...

كثير من الناس وخاصة الآباء يستعجل بتزويج ابنه وخاصة الابن الأول لإشباع رغبة نفسية خاصة لديه ويغض الطرف عن مدى الاستعداد والقدرة لدى ابنه في تحمل مسؤولية تكوين أسرة جديدة.

يوم الزواج وليلة العرس ليست هي الهدف النهائي من القضية بأكملها إنها حياة كاملة وعمر مديد وسنوات كثيرة، فلا تظن أن المسألة مسألة مادية فقط.. هي كذلك مع غيرها كثير يجب أن تنتبه لها أشد الانتباه.

الأمر الرابع: أن الزواج لم يكن أبداً عائقاً من طلب العلم وتلقي الدروس والنهل من معين المعارف ومختلف العلوم.. بل إنه في مثل حالتك سيضيف إليك الكثير من صفاء ذهنك وذهاب ما كنت تعانيه من العاطفة الجياشة والميل القوي نحو النساء..

<<  <  ج: ص:  >  >>