للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اشعر أني غريب عن زوجتي!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية

التاريخ ٢٠/٤/١٤٢٢

السؤال

أنا متزوج منذ عشر سنوات وكان عمري ١٧ سنه وعندي ولدان وبنت والمشكلة التي أعاني منها هي عدم الراحة النفسية مع زوجتي مما أدى إلى جفاف العلاقة بيننا إلى درجة كأني غريب عنها وهي غريبة عني مع أنها حاولت بكل الطرق إصلاح هذه المشكلة ولكن بدون فائدة ويعلم الله أنها امرأة صالحة ولم تضيع أي حق من حقوقي طوال هذه الفترة التي قضيناها مع بعضنا وهي لم تحصل إلا على القليل والقليل جداً من حقوقها فارجوا من الله ثم منكم الرد على هذه المشكلة التي أعاني منها من ٩ سنوات والله يحفظكم ويرعاكم.

الجواب

أخي الكريم:.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ((عدم الراحة النفسية)) عنوان كبير وعرض - ربما - مرضي لأسباب كثيرة ومتفاوتة من حيث الوضوح والحدة والعمق!! ولكي نعرفها نحتاج إلى تفاصيل كثيرة تتعلق بحياتك الخاصة والعامة وطبيعتك وعلاقاتك مع الآخرين، ومستوى دخلك وما إلى ذلك من تفاصيل قد تراها أنت بعيدة عن المشكلة ونراها نحن أساس المشكلة، لأن المشاكل النفسية أخي الكريم غالباً ما تكون نتيجة تراكمات وضغوطات كثيرة وممتدة تلبدت غيومها وتلاقحت عبر الزمن نتيجة لأسباب وتفاعلات كثيرة وأمطرت في وقت معين ظن صاحبها أن الوقت الذي أمطرت فيه تلك الغيوم هو السبب الحقيقي لها وهذا جزء من المشكلة ولكن ليس بالضرورة المشكلة كلها.

ولذلك فإنني ومن الحيثيات القليلة التي ذكرتها لواقعك اعتقد أن ما تعاني منه هو ((الملل)) .

ويعرف الملل بأنه حالة نفسية معينة تنشأ نتيجة لغياب الدافع وراء العمل أو النشاط الذي نقوم به أو بعبارة أخرى (قيام الفرد بمزاولة نشاط ينقصه الدافع أو استمراره في عمل لا يميل إليه ولا يرغبه، والنتيجة هنا قلة الاهتمام وضعف النشاط، وربما كراهية الزمان والمكان الذي يربطه بهذا العمل، وربما كره الإنسان نفسه وتلاشت همته وحماسه للعطاء بشكل عام فدخل من حيث لا يدري في دائرة مفرغة، ودوامة لا يعرف كيف يخرج منها.

فالملل أصلاً حالة (نوعية) مرتبطة كما أسلفنا بنشاط أو موقف أو شخص معين ولكنها قد تتطور بسببنا إلى حالة عامة نكره معها كل شيء، بدل أن نتفهم هذا الأمر ونضعه في إطاره الصحيح ونحاول أن نتعامل معه كما يجب.

بل على العكس من ذلك غالباً ما ترانا أدخلنا أنفسنا في دائرة الملل والحيرة وأغلقناها وضخمنا هواجسنا وحاصرنا أنفسنا وكرهنا ما حولنا ولن نعدم في كل الحالات إيجاد التبرير الذي نقنع به أنفسنا ونسقط أوجاعنا وأمراضنا على الآخرين ونعلق على مشاجبهم مآسينا التي وضعناها وصدقناها ولم نحاول أن نكون موضوعيين في تقديرها ووضعها في حجمها المناسب.

أخي الكريم ما سبق مدخل لواقع عام يعاني منه الكثيرين في أوقات متفاوتة بين مقل ومكثر ومنصف وظالم والأمور هنا نسبية وعلى أية حال فإنني أقف معك ومع واقعك الذي ذكرته عدة وقفات:

<<  <  ج: ص:  >  >>