للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل الفلسفة حرام أم حلال؟]

المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ العلم/مسائل متفرقة

التاريخ ٢٦/١/١٤٢٥هـ

السؤال

هل الفلسفة حرام أم حلال كمهنة؟ وهل الرسم بالكمبيوتر- أي الملتميديا- حرام أم لا؟.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الحكم على الفلسفة عائد إلى معنى المصطلح، حيث إن المصطلح قد يفهم منه أنها الفلسفة اليونانية والتي تجعل العقل مصدراً لكل شيء، وهو الحاكم على كل شيء، والفلسفة مصطلح إغريقي بمعنى محبة الحكمة، وربما يفهم من الفلسفة ما تبناه بعض الفلاسفة المنتسبين للإسلام كابن سينا والفارابي، ومحاولة توفيقهم بين الفلسفة اليونانية والوحي المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم-؛ فكانت نتيجة هذا التوفيق إنكار حشر الأجساد وإنكار خلق الله للعالم، وإنكار علم الله للجزئيات، وغير ذلك مما هو مناقض لصريح القرآن في مئات النصوص، واتهام ابن سينا للأنبياء بالكذب والتخييل على الناس، وتفضيل الفارابي الفلاسفة على الأنبياء، وأنهم أكثر علماً.

فمصطلح الفلسفة مخالف للشريعة الإسلامية ومباين لها، وقد يطلق مصطلح الفلسفة على العلوم الإنسانية واستخدام العقل في العلوم، والإسلام يحث على استخدام العقل في كل ما من شأنه مصلحة الإنسان من عمارة الكون والسعي في الأرض؛ بل وتدبر آيات الله -تعالى- في الآفاق والأنفس، وتدبر كتاب الله - تعالى- لزيادة الإيمان واليقين.

فإذا كانت الفلسفة دارسة العلوم الإنسانية بما لا يعارض الوحي الإلهي فهو مأمور به، وما أكثر الآيات القرآنية الحاثة على التعقل والتدبر والتفكر "أفلا يعقلون" [يس:٦٨] ، "لعلهم يتذكرون" [البقرة:٢٢١] ، "أفلا يتدبرون" [النساء:٨٢] .

أما الرسم بالكمبيوتر باستخدام الوسائط المتعددة؛ فإذا كان الرسم لا يتعلق بذوات الأرواح فلا بأس، وأما إذا كان يتعلق بذوات الأرواح ففيه خلاف مشهور بين أهل العلم، فمنهم من منعه، وهو قول الأكثر؛ لدخوله تحت عموم النصوص كقوله - عليه الصلاة والسلام-: "أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون" رواه البخاري (٥٩٥٠) ، ومسلم (٢١٠٩) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.

ومنهم من أجازه إذا كان يحقق أهدافاً دعوية وتعليمية مع تقوى الله قدر الاستطاعة من عدم وضع التفاصيل أو قطع الرأس، والله أعلى وأعلم. وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>