للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوحدة أم الرفقة السيئة؟!]

المجيب د. خالد بن عبد الرحمن القريشي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام - كلية الدعوة والإعلام

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ ٠٧/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بعد أن منَّ الله -سبحانه وتعالى- عليَّ بالهداية قاطعت مصاحبة رفقاء السوء، ولكن المشكلة هي أنني أصبحت أعاني من الملل الشديد الناتج عن الوحدة, مع العلم أنني لم أجد أصدقاء متدينين، فكل الشباب المحيطين بي من أهل السوء والمنكرات، ماذا أفعل؟ هل أرجع لمصاحبة رفقائي القدماء مع ما هم فيه من ضلال، أم ألتزم الوحدة؟ أرجو أن تنصحوني. وشكراً.

الجواب

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فيقول الله - سبحانه وتعالى-: "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" [العنكبوت:٢] الآية ... بيَّن الله - سبحانه وتعالى- أنه لا بد أن يتعرض الإنسان للابتلاء في إيمانه، ليظهر الصادق من الكاذب، وقوي الإيمان من ضعيفه، فقوي الإيمان الصادق بصبره ينال الأجر العظيم، والمنزلة العالية عند الله، وأما ضعيف الإيمان وغير الصادق فبتعرضه للابتلاء ينكشف ويظهر على حقيقته؛ لأن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، ولن يفوز بهذه السلعة إلا من يصبر على الابتلاء ويحافظ على إيمانه.

فلذا أنصح أخي السائل بالصبر في مقاطعة أصدقاء السوء والحذر منهم، وليعلم أن عاقبة الصبر - بإذن الله- ستكون توفيقاً وسعادة في الحياة الدنيا والآخرة، ومن ذلك وجود الصحبة الصالحة وتوفيقه إليهم.

كما أنصح أخي السائل بالجد والمثابرة في البحث عن الصديق والصحبة الصالحة في أماكن وجودهم، كالمساجد وحلقات تحفيظ القرآن، ومجالس الذكر، وكذلك عليه أن يطرح قضيته ومشكلته على إمام المسجد أو بعض الدعاة في بلده، ممن يستطيع أن يلتقي بهم؛ لمساعدته في إيجاد هذه الصحبة. هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>