الجهاد ومعاملة الكفار/مسائل متفرقة في الجهاد ومعاملة الكفار
التاريخ ٢/٥/١٤٢٤هـ
السؤال
ما هو الطريق العملي للجماعات الإسلامية للتخلص من النظم المتسلطة عليهم: الجهاد المسلح أم العمل الدعوي والسياسي أم العمل التعليمي والتربوي بعيداً عن المصادمات مع الأنظمة الحاكمة.
الجواب
فإن الإنسان العاقل لا يقدم على عمل يعلم أنه لن يحقق الغرض المرجو منه، أو على عمل يكون الضرر الناتج عنه أكثر من الضرر الذي كان يرجى أن يزيله.
سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تدلنا على أن مصادمة سلطة أنت تحتها لا تؤدي إلا إلى إحدى تلك النتائج غير المرغوب فيها.
ولذلك فإن الله تعالى نهى المسلمين عن قتال الكفار عندما كانوا خاضعين لسيطرتهم بمكة، وقال لهم"كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ... "[النساء: ٧٧] ، وقد ذكر المفسرون أن من أسباب ذلك كونهم كانوا قليلي العدد ضعيفي العدة بالنسبة لعدوهم، فلما هاجروا وصارت لهم أرضهم، وازدادت قوتهم أذن لهم بالقتال ثم أمروا به.
وقد دلت تجارب كثير من الجماعات الإسلامية في العصر الحديث على صحة هذا المنهج الرباني السني، فما أكثر الجماعات التي دخلت في حرب مع حكوماتها ثم لم تجن من ذلك إلا ازدياداً في الضرر والإفساد، واقرأ إن شئت ما كتبته الجماعة الإسلامية بمصر عن تجربتها في هذا الأمر، والعاقل من اتعظ بغيره.