للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خصومات زوجية]

المجيب د. راشد بن سعد الباز

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/نشوز الزوجة

التاريخ ١٨/٠٤/١٤٢٥هـ

السؤال

أنا متزوج منذ سنتين ونصف ولله الحمد، ورزقني الله بنتاً ولله الحمد، زوجتي على قدر من التدين، وتعاملها جيد مع الناس، إلا أنها معي سيئة خلق وترفع صوتها علي، وحساسة ومزاجية، وغير مهتمة بشئون المنزل من نظافة وغير ذلك، وأنا ولله الحمد رجل حليم، وأستغرب منها رفع الصوت لأدنى مشكلة، مع العلم بأني لا أرفع صوتي عليها، وأنا والله أحبها وأشفق عليها، وأرفق بها، وأحاول إسعادها بشتى الوسائل، ولا أقصر عليها بشيء البتة ولله الحمد، وأحنو عليها، وأنفذ لها جميع ما تطلبه مني، وأصل أهلها وأقاربها، ولكني أجد منها سوءاً في التعامل في كثير من الأحيان! وجحد لما أقوم به تجاهها! وأيضاً تتلفظ بألفاظ سيئة وبذيئة مع ابنتي، وأحيانا ً تتصرف بتصرفات رعناء، وهكذا حياتي في عذاب، لا بد من وجود مشكلة شبه يومياً، فما العمل معها؟ أرجو منكم توجيهي، وفقكم الله لكل خير.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أخي الفاضل: هناك بعض المعلومات الضرورية الناقصة مثل عمر الزوجة والمستوى التعليمي لكما والحالة الاقتصادية، وعموماً، أعتقد أنّ جزء من المشكلة الاختلاف بين شخصيتك وشخصية زوجتك، فهي ذات شخصية قوية وأنت من أصحاب الشخصيات المسالمة، خاصة أنّ لها نشاطات في المجتمع، كما أنّ بعض النساء يرون في حب زوجها الشديد لها واهتمامه بها نقطة ضعف في الزوج، كما قد يكون سلوكها ذلك نتيجة عدم اقتناعها فيك، لكن من الضرورة الجلوس مع زوجتك والتفاهم معها بموضوعية خاصة فيما يتصل بالتضارب بين سلوكها الفعلي، وبين ما تدعو إليه، ومعرفة الأسباب التي تجعلها تعاملك بهذه الطريقة فقد يكون هناك صعوبات أو مشكلات تواجهها ولا تُفصح عنها. وإن كان هذا ليس مبرراً لسلوكها؛ بالإضافة إلى ذلك عليك بتذكيرها بآداب وقيم الإسلام وبقول الرسول - عليه الصلاة والسلام-:"إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" رواه الترمذي (٢٦١٢) وغيره من حديث عائشة - رضي الله عنها -، وفي الحديث: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ... " الحديث رواه الترمذي (٢٠١٨) عن جابر - رضي الله عنه - وأولى الناس بحسن الخلق والمعاملة هم أقرب الناس إليها ومن أقرب الناس إليها زوجها. كذلك تذكيرها بأهمية المحافظة على بيت الزوجية خاصة أنّ لكما ابنة ولابد أن تعيش في بيت يسوده الود والاحترام المتبادل بين الوالدين، ولابد من إفهام زوجتك أنّ حبك لها واهتمامك بها من المفترض أن تشكر الله على ذلك فهناك الكثير من الزوجات اللاتي يعانون من افتقادهم لحب أزواجهم؛ لذا لابد أن تُقّدر ذلك ولا يعني هذا الحب ضعف منك أو أنّك ترضى بسوء معاملتها لك، كما لا يجوز لها، وهي بالتأكيد تعرف ذلك، بأن تمنعك من الصلاة أو أي عبادة فرضها الله على عباده. والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>