بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد:
اتفقت فيما بيني وبين إخواني أن ندرس مادة علمية كل أربعة أشهر، بحيث نصبح محيطين بهذه المادة، أو من الراسخين فيها، فهل هذا الأمر صواب؟ وهل لديكم خطة لتنفيذه؟ ولكن أرجو عند النصح بالخطة أن يكون لكل المواد الشرعية بالتفصيل، وكذلك مواد الأدوات، وخاصة النحو والأصول، حيث نوينا أن نبدأ بهما، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أخي السائل إن ما عزمت عليه من الاتفاق بينك وبين إخوانك إنما هو من دلائل الخير لكم، واعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال:"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" البخاري (٧١) ومسلم (١٠٣٧) ، وما ذكرته في سبيل التفقه في الدين، فأسأل الله -سبحانه وتعالى- لك ولإخوانك التوفيق والسداد، وفيما يتعلق بالكيفية فاعلم أنه لا حاجة لتحديد كل مادة علمية بأربعة أشهر، بل يمكن الجمع في المدة الواحدة بين نوعين أو ثلاثة من العلوم، وإذا رأيتم أنكم أخذتم القدر الكافي من نوع من العلوم تنتقلون إلى نوع آخر، ومن المهم في هذه المرحلة (مرحلة البداية في الطلب) : أن يكون طلبكم على يد شيخ ممن يوثق بعلمه وعمله؛ لأنه من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وأما من حيث نوعية العلوم فلا بد من الاهتمام بكتاب الله -سبحانه وتعالى- قراءة وتفسيراً وحفظاً ومراجعة، فليكن من قبيل الاتفاق بينك وبين إخوانك الاتفاق على حفظ القرآن ومراجعته والقراءة في تفسيره، وأما الكتاب الذي أوصيكم بالقراءة فيه في هذا الجانب هو كتاب (تفسير ابن كثير) -رحمه الله-، ويكون مع هذا القراءة في شيء من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وينصح بالبداية في (مختصر صحيح مسلم) مع الرجوع إلى شروح بعض الأحاديث من (شرح النووي على صحيح مسلم) ، وفي العقيدة يمكنكم القراءة في كتاب (الإيمان من صحيح البخاري) أو من (صحيح مسلم) ، وكذلك كتاب (التوحيد من صحيح البخاري) ، أو في (العقيدة الطحاوية) للإمام الطحاوي -رحمه الله-، وفي الفقه يمكنكم القراءة في (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) لابن حجر العسقلاني، أو في (العدة شرح العمدة) لابن قدامة، أو في (فقه السنة) للسيد سابق، وفي السيرة يمكنكم القراءة في (السيرة النبوية) لأبي الحسن الندوي.
وفي الختام أسأل الله -سبحانه وتعالى- لكم العلم النافع والعمل الصالح.