للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل هاروت وماروت مطرودان من الجنة؟]

المجيب د. عبد العزيز بن علي الحربي

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

العقائد والمذاهب الفكرية/الإيمان بالملائكة والجن

التاريخ ٢٨/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

هل الملكان هاروت وماروت اللذان ذكرا في القرآن الكريم مطرودان من الجنة؟ أم حقق الله لهم رغبتهما في النزول إلى الأرض؟ هل يمكن أن أحصل على قصتهما بالتفصيل؟ والله الموافق.

الجواب

ذكرت قصة (هاروت وماروت) في سورة البقرة آية: [١٠٢] ، وفي عامة مبسوطات التفسير تفصيل لصتهما، وخلاف مطوّل في حقيقتهما وحقيقة ما أنزل إليهما، كتفسير ابن جرير الطبري، وتفسير الفخر الرازي، وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا، وخلاصة ما قيل فيهما: إنهما ملكان أنزلهما الله، تشكلا للناس؛ ليتعلموا منهما السحر حتى تكشف أسرار السحر التي كان يعملها السحرة، فأراد الله تكذيبهم بواسطتهما.

وقيل: هما رجلان تظاهرا بالصلاح ببابل، كانا يعلمان الناس السحر، وظن الناس أنهما ملكان نزلا من السماء؛ لما رأوه فيهما من التقوى، وبلغ مكر هذين الرجلين حين رأيا حسن اعتقاد الناس بهما أنهما صارا يقولان لكل من أراد أن يتعلم منهما: "إنما نحن فتنة فلا تكفر" [البقرة: ١٠٢] ، يقولان ذلك لإيهام الناس أن علمهما إلهي، وأنهما لا يقصدان إلا الخير، كما يفعل ذلك كثير من الدجالين في سائر الأزمان، وسميا ملكين (بفتح اللام) لتلقيب الناس لهما بذلك، وفي قراءة الحسن "وما أنزل على الملكين" (بكسر اللام) وهذا القول أوفق من الذي قبله.

وأما ما روي من مسخهما وطردهما بعد وقوعهما في الفاحشة وشربهما الخمر بعد أن كانا من الملائكة، فذلك من أُكذوبات اليهود واختلاقاتهم، أبطلها المحققون وبينوا زيفها، ومن أحسن من لخص أقوال المفسرين وعنى بتصفيتها جمال الدين القاسمي ١٣٣٢هـ في تفسيره: (محاسن التأويل) (٢/٢٠٧-٢١٥) ، فليرجع إليه. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>