للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم العمل في التحكيم الرياضي]

المجيب د. أحمد بن محمد الخضيري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإٌسلامية

التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /الترفيه والألعاب

التاريخ ١٢/١١/١٤٢٣هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعمل حكماً في لعبة بناء الأجسام وهي تقتضي النظر إلى اللاعبين وهم يرتدون سراويل لا تغطي سوى القبل والدبر (المحاشم) بمعنى أن الفخذين مكشوفين بالكامل، وأحياناً يظهر جزء من الألية، والسؤال هو ما حكم هذا العمل؟ وما حكم الراتب؟ وبارك الله فيكم.

الجواب

يجب على المسلم أن يحفظ عورته فلا يكشفها لمن لا يجوز له أن ينظر إليها، كما يجب على المسلم أيضاً أن يغض بصره عن النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه من العورات فقد قال الله تعالى:"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم" {النور:٣٠} وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاوية بن حيدة القشيري:"احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك، قال قلت: فإذا كان القوم بعضهم في بعض، قال: إن استطعت ألا يرينها أحد فلا يرينها، قال: قلت: يا رسول الله، إذا كان أحدنا خالياً، قال: فالله أحق أن يستحيا منه من الناس" أخرجه أبو داود (٤٠١٧) والنسائي في الكبرى (٨٩٢٣) والترمذي (٢٧٦٩) وحسنه.

وبناء على هذا فعليك أن تحرص على منع اللاعبين من إظهار عوراتهم وذلك بإرشادهم إلى لبس السراويل الساترة، وحينئذ لا تقع في المحذور وهو: النظر إلى العورات وإقرار إظهارها من قبل اللاعبين وعدم الإنكار عليهم.

وإذا لم تتمكن من منع اللاعبين من إبداء عوراتهم، ولم يستجب المسؤولون عن هذه اللعبة لمطلبك، فعليك أن تترك العمل في هذا المجال، وتبحث عن عمل غيره ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وذلك لأن بقاءك في هذا العمل ينشأ عنه مفاسد كثيرة، منها الوقوع في النظر الحرام، وما قد يجره ذلك من الافتتان والتساهل، ومنها مفسدة إقرار المنكر وعدم إنكاره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:"وعليه أن يأمر المكشوف (أي مكشوف العورة) بالاستتار، فإن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يجب على الناس" مجموع الفتاوى (٢١/٣٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>