للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوهابية وتكفير الصوفية]

المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

عضو البحث العلمي بجامعة القصيم

العقائد والمذاهب الفكرية/الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة

التاريخ ٢٩/٠٩/١٤٢٦هـ

السؤال

لماذا يكفر الوهابيةُ الصوفيةَ؟ نرجو الإجابة بصراحة عن هذا السؤال.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فأهل السنة لا يكفرون إلا من كفره الله ورسوله، كالمشركين واليهود والنصارى ونحوهم، ويعتقدون أن الأصل في المسلم الستر والسلامة، فإن بدر من أحد مقالة كفر أو فعل كفر فإن أهل السنة لا يحكمون بكفره إلا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، بأن يكون عالماً غير جاهل، ذاكراً غير ناسٍ، مختاراً غير مكره.

والصوفية لفظ واسع يطلق على درجات من الناس:

فمن اعتقد بعقيدة وحدة الوجود، وأنه لا فرق بين الخالق والمخلوق، أو قال بحلول الله في بعض مخلوقاته، فهذا لا شك في كفره بإجماع علماء المسلمين من مختلف المذاهب قديماً وحديثاً.

ومن دعا غير الله، واستغاث به وطلب منه المدد، فيما لا يقدر عليه إلا الله -كمن يدعو أصحاب القبور أو الأولياء الغائبين- فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج عن الإسلام بإجماع علماء المسلمين من مختلف المذاهب قديماً وحديثاً.

أما من كان ينتسب إلى طريقة من الطرق الصوفية، ولا يقع منه مكفر، فإن أهل السنة لا يكفرونه، ويعتقدون أنه من جملة المسلمين، وكذلك لو تلبس ببدعة من البدع العملية التي لا تخرج عن الملة، كالذكر الجماعي على صوت واحد، أو إحداث بعض الأذكار التي لم ترد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه عند أهل السنة مسلم مبتدع، يسألون الله له العافية ولزوم السنة، والتعبد لله بما شرع على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- وفقك الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>