[زوجي مشغول!]
المجيب فاطمة الرشودي
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية
التاريخ ١٤-٣-١٤٢٣
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم عن حالي وأنا واثقة أن الكثيرات يشاركنني الشكوى
مشكلتي باختصار " زوجي مشغول "
فهو ولله الحمد رجل ملتزم ومهتم بالعلم والدعوة لذلك فنصيبي أنا وأولادي منه الأكل والنوم، قليلاً ما نجلس معا ونتحدث أو نخرج فهو دائما مشغول إما محاضرة أو درس أو ضيوف..!!!
طلبات المنزل والأولاد أصبحت تمثل لدي مشكلة كبيرة وسبب دائم للخلاف، السوق لا يعجبه ولا يريد دخوله وأيضاً لا وقت لديه لإضاعته في الأسواق وهو غائب عنا سواء كان خارج البيت أو داخله فإذا كان في المنزل فهو مشغول بهذا البحث أو هذا الكتاب أو الإنترنت..!! أنا أقدر أهمية دوره في المجتمع وأنا مستمرة على الصبر والاحتساب ولكني بدأت أضعف وأشعر أن الأولاد زادت مسؤوليتهم ولا أستطيع تحملها بمفردي وأنا لا نصيب لي في النشاطات النسائية من محاضرات وغيرها أو الاجتماعات الأسرية وأشعر بالوحدة كثيرا فأرجو منكم توجيه النصيحة لي وله
وجزاكم الله خيراً
الجواب
الأخت المجاهدة الصابرة حفظها الله ووفقها وثبتها
كما ذكرت بنفسك إن مشكلتك يشاركك فيها الكثير من الزوجات وهي عدم وجود الزوج بالمنزل لانشغاله، ولكن هذا الانشغال يختلف من زوج لآخر، فمن الأزواج من هو مشغول بتجارته ومنهم من هو مشغول برفاقه ومنهم من هو مشغول بهواياته.
أما أنت وأمثالك ممن انشغل أزواجهن بالدعوة وطلب العلم فهنيئاً لكن بمثل هذا الانشغال فكم واحدة تتمنى أن يذهب زوجها إلى درس علمي أو محاضرة أو يسمع شريطاً إسلامياً مفيداً أو يتصفح كتابا مفيداً بدلاً من الأفلام الهابطة والمجلات الخليعة أو الفاسدة فكرياً أو مشاهدة المباريات والسهر في المقاهي والاستراحات دون فائدة ترجى في الدنيا ولا في الآخرة بل هي حسرات عليهم وعلى من يعولون..!!!
وتأكدي أختي الكريمة أنه لا يخلو بيت من مشكلة وأن الإنسان خلق في كبد، ولكن النظرة لحجم المشكلة ونوعيتها والتعقل في ذلك يعالج كثيراً من المشاكل.
أيضاً أنبهك لأمر هام وهو ألا تتملك مشكلتك عليك عقلك ونفسيتك فهذا يفسد الحياة. فيفترض في الإنسان أن يحاول جاهداً أن يعزل المشكلة عن نفسه ويبتعد عنها.. فلا تدعي المشكلة تأتي على الأخضر واليابس في حياتك فتفسدها. وحاولي عزل المشكلة عن السلوك مع الزوج بالفعل والكلام وكذلك سلوكك مع أولادك، تم عليك أن تنظري إلى محامد زوجك وفضائله فإن هذه النظرة تقارب بين الزوجين وتزيل كثيرا من العقبات والمشاكل كما أنها تساعد الزوجة في تحسين نفسيتها كلما ذكرت نعم الله عليها.
اجعلي أيضا لنفسك برنامجاً ونظمي وقتك مع أولادك فوقت للحفظ والمراجعة وآخر للمذاكرة ووقت للترويح فأنت كمن يزرع نباتات يسقيها كل يوم ويراها تنمو وتكبر وهو فرح مغتبط بذلك لأنه يعلم أنها سوف تثمر ويجنى ثمارها يافعة بإذن الله.
وأخيراً وراء كل رجل عظيم امرأة.. فتذكري كم لك من الأجر والمثوبة إزاء كل ما يقوم به زوجك لنفسه ومجتمعه فأنت عونه بعد الله تعالى في ذلك كله.