أدعية الكَرْب
المجيب د. رفعت فوزي عبد المطلب
رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/ الدعاء/فضل الدعاء
التاريخ ٢٥/٠٣/١٤٢٦هـ
السؤال
ما هي أعظم أدعية الكرب التي وردت بعدة صيغ؟ هل أضمنها بدعاء، أم أنها وحدها تكفي كاستغاثة؟ وما هو الأقرب للسنة؟.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام النبيين محمد الصادق الوعد الأمين، وبعد:
فأهلاً بك ـ أختنا الكريمة ـ ونشكر لك مرورك بموقع "الإسلام اليوم"، سائلين الله -تعالى- لك النفع والفائدة، ثم لتعلمي ـ أيتها الفاضلة ـ أن الدعاء هو من أعظم العبادات، إذ إن الله أمر عباده بدعائه، قال تعالى: ?وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين? [غافر/٦٠] .
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" رواه البخاري في الأدب المفرد (٧١٢) ، والترمذي (٣٣٧٠) ، وابن ماجة (٣٨٢٩) ، وابن حبان (٨٧٠) ، والحاكم (١/٦٦٦) وصححه، ووافقه الذهبي.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل العبادة الدعاء" رواه الحاكم (١/٦٦٧) ، وصححه، ووافقه الذهبي.
وقد سنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لكل شأن من شئون المسلم ذكراً أو دعاء، ومن ذلك ما ورد من أدعية عند نزول الكرب والهم والضيق بالمسلم، فمن ذلك: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيمُ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض، ورب العرش الكريم" صحيح البخاري (٦٣٤٦) ، وصحيح مسلم (٢٧٣٠) ، وكان السلف الصالح يسمونه دعاء الكرب.
ومنها: "دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفة عين، وأَصْلِح لي شأني كله، لا إله إلا أنت". رواه أبو داود (٥٠٩٠) ، والحديث حسن.
أما تضمين دعاء الكرب المأثور بدعاء آخر من عندك؛ فالأفضل والأقرب للسنة ـ أختاه ـ الالتزام بما ورد من صحيح رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ خير ما دعا ربه وبأحب الدعاء إليه، وقد ورد في ذلك، عن البراء بن عازب قال: قال لي رسول صلى الله عليه وآله: ما تقول يا براء إذا أويت إلى فراشك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال صلى الله عليه وسلم: إذا أويت إلى فراشك طاهراً، فتوسد يمينك، ثم قل: "اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت".
قال البراء: فقلت كما قال، إلا أني قلت: وبرسولك الذي أرسلت. فوضع يده في صدري، وقال: "ونبيك الذي أرسلت".
ثم قال: "من قالها من ليلته ثم مات، مات على الفطرة".