للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما يشرع فعله بالميت عند موته]

المجيب عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي

كلية الشريعة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٥/٣/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم.

كنت أتناقش مع بعض الأشخاص ممن يمارسون أفعالاً ليست من السنة عن الشيء الذي ينبغي فعله عند وفاة شخص ما، ولم يقتنعوا بما قلت لهم، فهم يرون أنه يجب جمع الناس بعد وفاة الشخص لقراءة سورة ياسين والقرآن، وقراءة كلمة عدة مرات نيابة عن الميت، أرجو أن تبينوا لنا ما يجب فعله بعد الوفاة بناءاً على القرآن والسنة مع ذكر الأشياء المستحبة والجائزة في الشرع، حيث نحب أن تكون هذه الأشياء شاملة جميع ما يمكن فعله. وحيث إن جوابكم سينشر بشكل واسع نرجو أن يكون جواباً دعوياً مسهباً.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فإن مما يكثر فيه الخلط بين ما يشرع فعله وما لا يشرع فعله ما له صلة بالجنائز، وإن للبيئة التي يعيش فيها المسلم أكبر الأثر في جعل الناس يتبعون السنة في ذلك أو أهل الجهل والبدع وأحيانا اتباع أهل الكتاب وغيرهم من الكفار في بعض مراسم الدفن، ولو كان ذلك في طريقة حمل الجنازة ونوع السيارة التي تحملها وطريقة سير الموكب.

أما ما وقع عليه السؤال تحديدا فمما يشرع فعله بالميت عند موته:

يشرع لمن كان موجودا عند احتضاره أن يلقنه قول لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" رواه مسلم (٩١٦) .

ويسن توجيه المحتضر إلى القبلة بأن يمدد على ظهره ورجلاه إلى القبلة، فإن أمكن رفع رأسه قليلا مواجها للقبلة فحسن، لما روي عن البراء بن معرور -رضي الله عنه- أنه أوصى أن يوجه إلى القبلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصاب الفطرة" أخرجه البيهقي (٣/٣٨٤) .

فإذا تيقن موته سن تغميض عينيه لحديث أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر" رواه مسلم (٩٢٠) .

ويسن تغطيته بثوب يستر جميع بدنه بعد نزع ثيابه التي قبض فيها ما لم يكن شهيدا أو محرما. ويجوز كشف وجهه وتقبيله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعثمان بن مظعون -رضي الله عنه- انظر الترمذي (٩٨٩) وأبو داود (٣١٦٣) وابن ماجة (١٤٥٦) وأحمد (٢٣٦٤٥) وصححه الألباني، وكما فعل أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم، انظر البخاري (١٢٤٢) .

ويشرع إعلام الناس بموته ليشهدوا جنازته ويصلوا عليه بالطرق المباحة.

ويجب غسل الميت وجوبا كفائيا على جماعة المسلمين، لقوله صلى الله عليه وسلم حين وقصت الدابة صاحبها فقتلته وهو محرم: "اغسلوه بماء وسدر ... "، رواه البخاري (١٢٦٥) .

وبعد غسله يكفن الرجل في ثلاث لفائف والمرأة في خمسة أثواب: إزار وخمار وقميص ولفافتان. وهذا الأفضل لمن وجده وتيسر له، وإلا فالواجب تكفينه فيما يستر جميع جسده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كفن أحدكم أخاه فليُحِسِّن كفنه" مسلم (٩٤٣) .

ويسن تطييب الميت وتجميره ثلاثا.

ثم يصلى على الميت صلاة الجنازة وهي مشروعة في حق النساء والرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>