كثير من أهل البدع يحتجون على بدعتهم بأنهم رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام وأقرهم على ذلك، فما هي ضوابط رؤية النبي صلى الله عليه وسلم؟.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
من الأمور المتقررة لدى العلماء أن الأحكام والأوامر والنواهي لا تؤخذ عن طريق الرؤى والمنامات، وأن من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه يأمره بفعل أو ينهاه فعليه أن يعرض ذلك على شريعته فما وافقها فهو حق، وما خالفها فالخلل من الرائي، قال الإمام القرافي في الفروق:"إخباره صلى الله عليه وسلم في اليقظة مقدم على الخبر في النوم لتطرق الاحتمال للرائي بالغلط.... فلو قال له عن حلال: إنه حرام، أو عن حرام: إنه حلال، أو عن حكم من أحكام الشريعة، قدمنا ما ثبت في اليقظة على ما رأى في النوم" [ينظر: الفروق (٤/٢٤٥- ٢٤٦) ] .
وقال في الآداب الشرعية:"قال أبو زكريا النواوي: نُقل الاتفاق على أنه لا يُغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع... ولا يجوز إثبات حكم شرعي به...." [الآداب الشرعية (٣/٤٤٧) ] .
وقال العلّامة المُعلِّمي - رحمه الله -: "اتفق أهل العلم على أنّ الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجّة شرعية صحيحة" [التنكيل (٢/٢٤٢) ] .
وبهذا يتبين ضلال أهل البدع والصوفية الذين يزعمون أنهم رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه أمرهم ونهاهم بأمور تخالف الشريعة أو لم تثبت في الشريعة، لأن الرؤى لا يُعول عليها في إثبات الأحكام الشرعية.