ورغّب نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في صلة الرحم، ووعد على ذلك من الله بثواب عظيم وعطاء جزيل في الدنيا والآخرة، ومما جاء عنه في ذلك: ما ثبت في الصحيحين البخاري (٥٩٨٦) ، ومسلم (٢٥٥٥) من حديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
وجاء في الصحيحين البخاري (٢٠٦٧) ، ومسلم (٢٥٥٧) كذلك من حديث أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه"، وجاء في الصحيحين البخاري (٦١٣٨) ، ومسلم (٤٧) . من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه"، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل بمجموعها على عظم الرحم، ووجوب الصلة لها، وفي المقابل خطورة القطيعة وعظيم الإثم فيها، ويكفي من ذلك أن القاطع محروم من دخول الجنة، ففي الصحيحين البخاري (٥٩٨٤) ، ومسلم (٢٥٥٦) من حديث جبير بن مطعم -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يدخل الجنة قاطع"، قال سفيان: يعني قاطع رحم.