للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[طموحي يتهشم]

المجيب د. نادية الكليبي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الاحباط

التاريخ ٢٤/٠١/١٤٢٦هـ

السؤال

مشكلتي باختصار أني أملك طاقات إبداعية عالية جداً، ومتعددة النواحي أيضاً، لكني -للأسف- لا أستمر في أي مجال أبدع فيه لأكثر من ستة أشهر تقريباً، أي أني أشعر بالملل، وفي بعض الأحيان تقل هذه الفترة عند مقابلة أي عقبة في طريق هذا الإبداع ولو كانت العقبة بسيطة؛ لأني من نوع الذين يستمرون بالتشجيع المستمر، فعند صدور تعليق ساخر على ما أفعله أجد جميع طموحاتي منهارة، لا أعلم إذا ما كان سبب هذا الشيء انعدام الثقة بالنفس أم ماذا؟ قبل أربع سنوات تقريباً بعثت بإحدى مشاركاتي الأدبية إلى إحدى الصحف، ولما لم يتم نشرها أصابني إحباط بدل الإصرار على إثبات الذات، وانقطعت عن المراسلة والكتابة فترة طويلة، حتى هذا العام تقريبا، والآن أفكر جدياً في معاودة المراسلة، حيث إن طموحي عالٍ لكنه هش سريع التهشم، وأخاف أن يعاودني الإحباط والإحساس بالهزيمة. أرشدوني إلى الحل.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الكريمة: أرجو من الله -تعالى- أن يجعلك موفقة مسددة، إياك - بارك الله فيك- من مشاعر اليأس والإحباط، فالإبداع نعمة لا تضيعيها بمشاعر سلبية، وإن كنت لا أعرف على وجه التحديد المجالات التي تتميزين بها، ولكن سأذكر لك قواعد عامة أرجو من الله -تعالى- أن تنفعك وتحقّق ما تصبو إليه نفسك:

أولاً: حدّدي طاقتك، وأعني - حجمها- لا نوعيتها.

ثانياً: ابحثي عن السبب، فلا تكفي العقبات في وقف سيل الإبداع، فتأملي الأسباب وفتشي عنها، فقد تكون في داخلك، ومن ذلك قد تكون البدايات كبيرة جداً، أو الأعمال كثيرة، مما يصيبك - كما ذكرت- بالملل، أو قد يكون المجال ضيّقاً ومحدوداً لا يسع إلا قلائل فتأتيك العقبات، أو غيرها من الفوضوية، أو عدم القدرة على التركيز ... إلخ.. المهم من الضروري أن تبحثي بجد عن السبب؛ لأنه إذا عُرف السبب استطعت - بإذن الله- أن تعالجي الموضوع.

ثالثاً: من المحزن أن تكوني مبدعة ذات طموح وتغتالينه بيدك، وحتى لا يتهشم -كما وصفت- عليك بما يلي:

١- الإخلاص، فاجعلي لك نية صالحة في إبداعك وتميزك، فلا تبالي بالشهرة أو بالعطاء في حد ذاته، بل بما يترتب عليه من ثمرات وأجور، فلا تهتمي مطلقاً (نشروا أو لم ينشروا) ، يكفي أنك كتبت كلمات صالحة تستحق البقاء، وستجد يوماً ما طريقها إلى النور ما دمت تملكين إخلاصاً لله واحتساباً لموعود الله، ولا تلتفتي للتشجيع، ولا تستندي على عصا عدا توكلك على الله والاستعانة به.

٢- اجعلي التشجيع والمساندة قائمة - بعد الاستعانة بالله- على الإكثار من الدخول في التجارب العملية؛ فهي مما يصقل الإبداع ويهذبه، بل قد يكون فتيل إشعاله، وحتى لو كانت أعمالاً تطوعية، ومن ميزات التجارب العملية أنها تدرب على الانضباط والاستمرار والجدية.

٣- حاولي أن تحدّدي المجال الأكثر والأقرب إلى نفسك، ومن ثم تنتظمين في عمل ثابت - ولو قليل- ولا تشاركي في أكثر من عمل في وقت واحد.

أسأل الله -تعالى- أن يسدد خطاك، وأن يجعلك مباركة حيثما كنت.

<<  <  ج: ص:  >  >>