للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشعر أن كل عبادة أفعلُها لن يقبلها الله

المجيب د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/تربية النفس

التاريخ ١٧/٩/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم.

بدأت مشكلتي منذ بداية الصيف، حيث أصبحت أرى أن عبادتي غير كافية، وأن كل عمل وعبادة أفعلها غير متقبلة، مثل الصلاة والاغتسال، وأحس أن الله لن يغفر لي ذنوبي، وأنه لن يدخلني الجنة على الرغم من أنني كنت استمتع بأداء العبادات، وكنت أحس أن الله سيدخلني الجنة، فما الحل؟.

الجواب

أختي الفاضلة: لا بد أن هناك سبباً معيناً وراء هذا الشعور الذي بدأ معك هذا الصيف، فابحثي عن السبب، وتذكري ما الذي حصل بالضبط واذكريه إن كان ذلك ممكناً في سؤال آخر لأتمكن من الإجابة عليه، وسافترض بعض الافتراضات في حالتك: قد تكونين سمعت محاضرة فيها شيء من التشديد في شروط قبول الأعمال، وكلام من كلام المتصوفة في عدم إمكان الإخلاص وصعوبة قبول الأعمال عند الله، ونحو ذلك من الكلام. فاعلمي أختي أن رحمة الله واسعة وأنه سبحانه قد وعد عباده بحسن الجزاء على أعمالهم فقال: "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره" [الزلزلة:٧] ، وقال تعالى في كتابه الكريم: "فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون" [الأنبياء:٩٢] ، والله سبحانه كريم إذا وعد وفى، وإذا (توعد) عفا، فتأملي أختي في آيات رحمة الله وأقرئيها كثيراً ومنها: "وربك الغفور ذو الرحمة" [الكهف:٥٨] ، وقوله: "فقل ربكم ذو رحمة واسعة" [الأنعام:١٤٧] .

فاكثري القراءة للقرآن، وقفي كثيراً مع آيات الرحمة، واسألي الله من فضله واقرئي ما ورد في السنة في باب سعة مغفرة الله ورحمته في كتاب رياض الصالحين أو غيره، وقد يكون لهذه الحالة سبب آخر وهو وقوعك في معصية كبيرة، فسعى إبليس لإيقاعك في القنوط من رحمة الله واليأس منها، فاستعيذي بالله من شر الشيطان وكيده، واستغفري الله، وثقي بعظيم عفوه وسعة مغفرته فهو سبحانه يغفر الذنوب جميعاً، ولم يستثن إلا الشرك لمن مات عليه أعاذنا الله من ذلك، فهو سبحانه يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويفرح بتوبة عبده، وقد غفر لامرأة بغي (تؤجر نفسها للزنا) ، بسبب رحمتها لكلب سقته، فكيف بمؤمنة، إن رحمة الله واسعة، واعلمي - حفظك الله- أنه لا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون، فهل تريدين أن تكوني منهم؟ أعاذك الله من ذلك.

إذا لم يكن للأمرين السابقين والسببين اللذين ذكرتهما أي حقيقة في واقعك، فالوضع قد يكون بداية وسواس مرض يحتاج إلى البدء في علاجه، وعدم التأخر، فأقترح عليك زيارة طبيبة نفسية مسلمة ثقة، أو طبيب مسلم نفساني ثقة في دينه وخلقه بحضور أحد محارمك، واعرضي حالتك بوضوح، وستجدين بإذن الله العلاج المناسب.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>