للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فقدت حلاوة الإيمان وكرهت الحياة]

المجيب عبد العزيز بن عبد الله الحسين

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/ضعف الوازع الديني

التاريخ ٢٥/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

منذ الصغر كنت أحس أني قريبة من الله، وكنت أعرف حلاوة الإيمان، فأغضب عندما أجد أحداً يقوم بمعصية الله في أي أمر كان، وأقول في نفسي: لماذا لا يفهمون قول الله بأن هذا حرام؟ كنت أعيش للآخرة فقط، تزوجت وكان زوجي غير ملتزم؛ حيث إنه يسمع الأغاني، ويحلق اللحية، ويؤخر الصلاة، ويصلي بعض الفروض في المنزل، حزنت وبدأت أحاول معه قليلاً، ونفعت معه هذه المحاولات، ولكن المشكلة مع مر السنين تملكني الشيطان بوجود هذه الممنوعات في منزلي.

علماً أني كنت امرأة شديدة الغيرة على زوجي، فكان -هداه الله- يسعى إلى إثارة غيرتي، حتى إنه يمثل أمامي أنه يكلم النساء، فكنت شديدة الغضب، ووسوس لي الشيطان، إلى أن أصبحت مريضة نفسيا، وضعف إيماني، وبدأت أعامل زوجي بالمثل، ولكن في حدود، مثل: (لبس عباءة الكتف -سماع الأغاني-والالتفات إلى الرجال) وكان كل هذا مني لأغيظه وأحسسه بما في داخلي، ولكن كان للشيطان مدخل علي إلى أن أصبحت لا أستطيع أن أعود إلى ما كنت عليه، فأصبحت أتذكر نعمة حلاوة الإيمان التي منَّ الله علي بها، وأحاول أن أعود إلى ما كنت عليه، ولكن أصبح كل شيء صعبًا. لقد كرهت الدنيا وأصبحت حياتي جحيمًا. أرشدوني ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فأسأل الله أن يرزقك حياة طيبة ملؤها السعادة والهناء، وأن ييسر ما تمنيتِ في دنياك وأخراك.

قرأت رسالتك: وشعرت فيها بعميق إحساسك ونقاء سريرتك وحرصك على الخير، وهو ما دفعني أن أكتب هذه اللفتات والإشارات؛ علها تكون عوناً لك في تجاوز الفترة التي تعيشينها:

١- إن وقوع الواحد منا في جانب من التفريط والخطأ لا يبرر له الاستمرار عليه، وعدم التوبة منه، والإنابة والرجوع لربه وخالقه، قال أنس -رضي الله عنه-: سمعت النبي صلى -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذي (٣٥٤٠) . وصححه الألباني.

وأظن -أيتها الأخت الطيبة- أن من الخلل في أنفسنا أن ندع الشيطان يستثمر أخطاءنا، ويرابي في سيئاتنا حتى يبعدنا عن طريق الاستقامة ومحبة أهل الخير والصلاح، ولو أننا حين وقعنا في الخطأ والزلل عدنا إلى ربنا وخالقنا لقطعنا على الشيطان أكبر طريق يستدرجنا فيه لصرفنا عن هداية ربنا وهداه.

<<  <  ج: ص:  >  >>