للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حقوق المرأة في الإسلام.. وهم أم حقيقة؟!]

المجيب د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية /اجتماعية أخرى

التاريخ ٠٦/٠١/١٤٢٧هـ

السؤال

لقد تعبت كثيراً من التفكير بهذا الأمر، وأخشى أن يلحقني ذنب بما أفكر فيه، لكنني أريد المصارحة؛ لعل أحداً يرشدني إلى الفعل الصحيح.

أرى الكثيرين يتشدقون بحقوق المرأة في الإسلام، وهم أصلا في حياتهم لا يقيمون وزناً للمرأة وكأنها في مرتبة ثانية؟

هل حقاً عدها الإسلام كذلك؟ أريد أجوبة واضحة ومحددة، لا أريد لعباً بالألفاظ كعادة من أسألهم، ولماذا الإسلام عدَّ حقوق الرجل أهم من حقوق المرأة؟

ولماذا الرجل يفعل أي شيء ولا أحد يسأله، بينما المرأة لا يحق لها الحديث عن حقوقها، وإلا أصبحت من (قليلات الأدب) ؟

أريد أن أسأل سؤالا مهماً:

ما هي حقوق الزوجة على زوجها؟! وكيف تطالبه بها إن كان أحمق، ويتكبر عند محاولتها المطالبة بحقوقها، وكأنه يقول: تريدينني هكذا أو اذهبي!!؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أختي السائلة الكريمة:

سأجيب عن فقرات سؤالك فقرة فقرة، وإن لم تكتفي بالإجابة فيمكنك أن تعيدي الإشكال الذي بقي لديك بطرحه في سؤال آخر. فقد قلتِ:

(أرى الكثيرين يتشدقون بحقوق المرأة بالإسلام، وهم أصلاً في حياتهم لا يقيمون وزناً للمرأة وكأنها في مرتبة ثانية) .

(لقد تعبت كثيراً من التفكير بهذا الأمر وأخشى أن يلحقني ذنب. بما أفكر فيه، لكنني أريد المصارحة لعل أحدا يرشدني إلى الفعل الصحيح) !!

فهذا التساؤل لا يرد في حق المرأة فحسب، بل هو واقع الرجال والنساء في كثير من علاقاتهم، فالكثير مثلاً يدعي محبة الله -عز وجل- ثم يعصيه ويبارزه بالقبائح. ولو سألت أي رجل مسلم: هل تحب النبي محمداً -صلى الله عليه وسلم-؟ لقال: نعم. ثم ترينه يكره سنته في اللحية وغيرها وقد يستهزئ بمن يعفيها وهو بحلق لحيته يقلد من نهى النبي -صلى الله عن تقليدهم.

وترين من يزعم أنه مسلم -رجلاً أو امرأة- وهو تارك لأعظم أركان الدين وهي الصلاة التي قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من تركها فقد كفر". أخرجه الترمذي (٢٦٢١) ، وغيره.

وقد ترين من يتشدق بحقوق الوالدين، وهو مقصر كل التقصير في حق والديه!.

وترين من يتشدق بأخلاق العمل وهو مقصر في عمله فلا يلتزم بالدوام، ولا يحافظ على أدوات العمل.

وبهذا ترين أن الأمر لا يقتصر على التشدق بحقوق المرأة ثم التقصير فيها، فهذا الأمر واقع في حقوق الله، وحقوق نبيه، وحقوق الوالدين، وحقوق العمل والعمال، وكثير من الحقوق الأخرى. فهوني عليك، واعلمي أن الناس قد ضعف فيهم وازع الإيمان، فإذا لم يخافوا من وازع السلطان ارتكبوا كل مخالفة تهواها نفوسهم.

ولعل هذا الإيضاح لا يجعلك تشغلين نفسك كثيراً بهذا الأمر.

وأنت تعلمين أن من الناس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، ويأتي وقد ظلم الناس، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن لم تكف حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. كما صح بذلك الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم (٢٥٨١) ، وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>