أرجو منكم مساعدتي في حل مشكلتي مع ابنتي الوحيدة التي عمرها سنتان ونصف، فهي عصبية المزاج، وعنيدة لدرجة كبيرة، ولا تطلب شيئاً إلا بالبكاء والأنين ولو كانت تضحك أو تلعب، وعندما أكلمها أو أناديها أو أنبهها لأي شيء لا تلتفت إلي، حتى شككت في سمعها، ولكني تأكدت من سلامتها، وما زلت لا أعلم سبب عدم ردّها علي، سواء كنت ألاعبها أو أعاتبها! وفي كثيرٍ من الأحيان أحس أنها تعيش في عالمٍ آخر، وتنسى ما حولها عندما تلعب أو تلهو بأي شيء، وفي الآونة الأخيرة أصبحت تضربني بكثرة، فعندما أضربها أو أوبّخها أو أنظر إليها نظرة عتاب تتوجه نحوي بعصبية وتضربني وتشتمني، جربت معها أساليب كثيرة لكنها لم تنفع، مع العلم أن والدها يعاملها معاملةً سيئة في كثير من الأحيان، وقد كان يضربها منذ الشهور الأولى، ولم يفرح لا بحملها ولا بولادتها، ماذا أفعل معها؟ لقد تعبت، وأخاف أن يتطور الأمر. ساعدوني، بارك الله فيكم وفرّج همومكم.
الجواب
الأخت الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الكريمة: إن الطريقة التي يتربى بها الطفل في سنواته الأولى لها دور مهم في تكوينه النفسي، فأسلوب التربية الذي يثير مشاعر الخوف وانعدام الأمن في مواقف التفاعل يترتب عليه تعرض الطفل لمشكلات نفسية قد تؤثر بشكل مباشر في حياته داخل محيط أسرته، وما يحدث من ابنتك من تصرفات سلوكية غير مرغوبة تجاهك، إنما هو انعكاس طبيعي لما يحدث لها من تعامل قاسٍ من والدها - هداه الله-، وقد تكون تمارس نفس الدور بحركاته وألفاظه معك، وتزداد ترسيخاً حينما تجد اهتماما منك تجاه تصرفاتها، فرغبتها إثارتك ومشاكستك، بالإضافة إلى إحساسها بالتخلص من القيود التي قد تحول دون تحقيق رغباتها، تزيد من استمرارها في سلوكها. ولمواجهة مشكلة ابنتك رؤيتي للتغلب عليها الآتي:
١) تأكدي - أختي الكريمة- أن ابنتك لا زالت صغيرة، وقد تكون تصرفاتها طبيعية لا تستدعي القلق، وما تحتاجه بعضاً من المهارات التي ستساعدك على تعديل سلوكها بطريقة تربوية بعيدة عن العنف أو وسائل العقاب المختلفة.
٢) تحدثي مع والدها بصدق حول تعامله القاسي معها وخطورته على مستقبلها، وشعورها بعدم أهليتها للثقة بذاتها، وبالتالي انعكاسها على سلوكها مستقبلاً.
٣) عززي عندها النواحي الإيجابية وامتدحيها، وقدمي لها المعززات اللفظية والمادية والمعنوية لتدرك أهميتها وتبادر إلى تكرارها رغبة في المعززات، وهذه المهارة تسمى "التعزيز الإيجابي".