للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنا داعية ... وعندي حساسية زائدة]

المجيب عبد الله العيادة

عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية

التاريخ ٤/٧/١٤٢٢

السؤال

أعاني من مشكلة نغصت حياتي وهي أنني داعية معروف عند عدد كبير من الناس، وابتليت ولم أكن كذلك بالحساسية الزائدة إلى درجة أنني أتأثر بالكلام وأحلله وأحزن بسبب ذلك وقد قاطعت عدد من أصدقائي التي تربطني بهم علاقة تزيد عن عشر سنين وأنا أعلم أن هذا خطأ ولكن لا أستطيع تغيير نفسي ولا أستطع الاعتذار حيث أشعر أن ذلك نقص في شخصيتي أنني لا أنسى المواقف وأشعر أن أصدقائي لا يحبونني ولا يحترمونني فمثلاً: إذا احتجت وساطة في أي مكان ولم أجد تعاون من أصدقائي أو أقاربي أو أي عذر مقنع لي أقاطعهم يعني (أجمدهم) أما السلام والزيارة الرسمية خصوصاً الأقارب فأني لا أقاطعها لقد أصبحت أشعر أن عندي مرضاً نفسياً والمشكلة أنني متعلم وشيخ لجملة كبيرة من الناس وحتى لا أظلم نفسي تحصل معي أخطأ من الآخرين ولكني أتأثر ولا أنسى وغيري يتأثر وينسى أرجو إعطائي حلولاً عملية.. والله يحفظكم.

الجواب

أخي الكريم أرى أنك حكمت على نفسك بالفشل في حل المشكلة فكيف تريد أحداً أن يساعدك فالمشكلة لا تحل إلا إذا كان لديك استعداد للحل وأهم شيء للمريض إذا أراد أن يشفى من مرضه، الاعتراف بالمرض، أما إذا قال لا فلن يشفى منه وأنت اعترفت بالمرض لكن حكمت على نفسك بالموت والفشل وأغلقت نوافذ العلاج بقولك لا أستطيع تغيير نفسي من قال لك أنك لا تستطيع تغيير نفسك..؟ فإذا كنت تريد أن تغير نفسك فقل سأحاول وسأنجح أما طريقتك هذه توحي بأنك مرتاح للحالة التي أنت فيها وتحاول أن تقنع ضميرك الذي يؤنبك بأنك لا تستطيع يا عزيزي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم) فلا شيء مستحيل ولا تنتظر من أحد وصفة سحرية كما يقال لتتغير وتصير خلاف ما أنت عليه ويظهر أنك مصاب بداء العجب في نفسك حيث أنك داعية معروف حسب قولك والداعية يا أخي من سماته التواضع ولين الجانب أين أنت من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله أين أنت من قول الحق تبارك وتعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وقوله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) فأنت تشكو من الوسوسة التي أوردت عندك عدم الثقة في النفس بسبب شيء ماء تكبته فأردت التنفيس عن نفسك وإذا أخذت المسألة من زاوية المصلحة البحتة فإنك ستشفى بإذن الله كيف..؟

إذا نالك من أحد سوء إما بقول أو فعل ثم عفوت عنه وسامحته فلك أجر عظيم وإذا نال أحد منك أذىً بادرت إلى الاعتذار منه فإنك تكسب مرتين، الأولى أنك تزيل ما يترتب على هذا الأذى من عتاب ويرضى عليك خاصة إذا كان لا يعلم، والثاني أنك تكسب محبة قلب هذا بالاعتذار منه، ولا تقول هذا تنظير خيالي جرب وسترى النتيجة.

الاعتذار يا أخي لا يحط من قيمة الرجال أبداً، وبالعكس كلما وثق المرء بنفسه زادت مساحة الاعتذار لديه دون خجل ولكن الضعيف هو الذي يجبن عن ذلك وأظن أنك تملك مقومات ذهنية وعقلية رائعة فلا تجعل نفسك فريسة لوساوس الشيطان.

آمل أن نسمع منك مرة أخرى بأنك تحسنت إلى الأفضل. رعاك الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>