[رفع اليدين عند التكبير للسجود]
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كتاب الصلاة/ صفة الصلاة /التكبير والاستفتاح
التاريخ ٠٥/١١/١٤٢٦هـ
السؤال
لماذا لا نرفع أيدينا أثناء السجود، مع أن ذلك ثابت في أحاديث صحيحة؟
منها حديث عن النضر بن كثير أنه صلى بجانب عبد الله بن طاوس في مسجد الخيف، فكان إذا رفع من السجدة الأولى رفع يديه تلقاء وجهه، قال النضر: فأنكرت أنا ذلك، وقيل له: تصنع شيئا لم نر أحدا يصنعه؟! فقال عبد الله بن طاوس: رأيت أبي يصنعه، وقال أبي: رأيت ابن عباس يصنعه. وقال عبد الله بن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه.
وقال أيوب: رأيت نافعاً وطاووساً يرفعان أيديهما بين السجدتين.
وروى يزيد بن هارون عن الأشعث أن الحسن وابن سيرين كانا يرفعان أيديهما بين السجدتين.
وروى ابن علية أنه رأى أيوب يرفع يديه بين السجدتين.
الجواب
الحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق:
حديث النضر بن كثير السعدي ليس صحيحاً، تفرّد به النضر بن كثير، وفيه ضعف. ولذلك استنكر حديثه هذا جماعةٌ من أهل العلم، كالبخاري (التاريخ الكبير (٨/٩١) ، والضعفاء الصغير له، رقم (٣٧٤) ، والتاريخ الأوسط، رقم (١٢٤٤) .
والعقيلي في الضعفاء (٤/٢٩٢) ، وابن حبان في المجروحين (٣/٤٩) . وابن عدي في الكامل (٧/٢٧) .
وأما حكم الرفع في هذا الموطن، فقد ذهب إليه بعض أهل العلم، وهو قول في مذهب الإمام أحمد والشافعي ومالك.
ولا بأس إذا فعل ذلك قليلاً، لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا افتتح الصلاة، وإذا كبّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك ... وكان لا يفعل ذلك في السجود [حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود] . أخرجه البخاري (٧٣٥، ٧٣٦، ٧٣٨، ٧٣٩) ومسلم (٣٩٠) . والله أعلم.
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.