أنا امرأة متزوجة، علقني زوجي منذ سنتين، وهجرني وأولادي من كل شيء، تعرفت عن طريق النت على شاب كان أحن إنسان عليَّ، ثم تطورت العلاقة بيننا وعرفنا عن بعض كل شيء أكثر مما أعرفه عن زوجي، وعدني بالزواج بعدما أرفع قضيه طلاق على زوجي، فأصبحنا على اتصال هاتفي، كان يكلمني بحنان، ويساعدني على قضاء شهوتي بالهاتف، والآن -فضيلة الشيخ- أنا أحس بالذنب والخيانة، طلبت منه أن نقطع علاقتنا فوافق على شرط أن أطمئنه على أخباري وصحتي. فضيلة الشيخ: أنا الآن أمر بظروف، وأحتاج لإنسان حنون بجانبي، ونفسي تحدثني بأن أرجع للحديث معه مرة أخري، ولكنى خائفة من الوقوع في الزنا ... ماذا أفعل؟ فضيلة الشيخ: هل أنا بهذه الطريقة وقعت في الزنا؟ كيف أطهر نفسي؟ زوجي، علقني، وتزوج وقضى شهوته بالحلال، وأنا إلى متى على هذه الحال؟.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فليس هجر الزوج لزوجته مبرراً لأن ترتبط الزوجة برجل آخر، وتتبادل معه أطراف الحديث فيما حرم الله - تعالى- من كلمات غزلية وقضاء الوطر عبر الهاتف، فهذا لا شك محرم شرعاً وخطوة متقدمة للوقوع في الزنا، قال - تعالى-: "فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً"[الأحزاب: من الآية٣٢] ، وما فعلته الأخت السائلة لا يأخذ حكم الزنا من ناحية العقوبة، ولكنه طريق إليه، لذا يجب عليها هجر هذا الشخص وعدم محادثته أبدا، ً وحتى لو طلقت وتزوجها هذا الذئب فإنها -حسب معرفتي واطلاعي- فلن تعيش معه حياة طيبة بل سيعاملها معاملة سيئة بسبب كثرة الشكوك، فلن يثق بها، ولن تثق به؛ لوجود سابقة لهما في هذا المسار.
أما ما يتعلق بهجر زوجها لها وتركها معلقةً فهو أمر محرم، لا يجوز له فعله، قال الله - تعالى-: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"[البقرة: ٢٢٩] ، ويمكن علاجه بمناصحته، فإن لم تجد المناصحة فلها التقدم للمحكمة الشرعية للنظر فيما ادعته، فإن ثبت صحته ولم يراجعها فسيفرق بينهما.
كما يجب على الأب أن ينفق على أولاده وزوجته، وللمرأة المطالبة بذلك؛ لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت" رواه أبو داود (١٦٩٢) ، والنسائي في الكبرى
(٩١٧٧) ، وصححه ابن حبان (٤٢٤٠) .
وعلى الأخت السائلة أن تشغل نفسها بالطاعة؛ حتى لا تشغلها بالمعصية، وعليها أن ترتب لها جدولاً يومياً لحفظ كتاب الله، وجملة من أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم- وقراءة الكتب النافعة، والاستماع لإذاعة القرآن الكريم، والأشرطة المفيدة، كما عليها أن تجتنب الخلوة بنفسها قدر المستطاع؛ لأن النفس أمارة بالسوء، وعليها اختيار الصحبة الصالحة من النساء؛ لأن المؤمن قوي بإخوانه ولتحذر كل الحذر من ذئاب الشات وشياطينه، وذلك بقطع صلتها به كلياً. والله - تعالى- أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.