[لماذا قدم الفجور في قوله:"فألهمها فجورها وتقواها"]
المجيب د. محمد بن صالح الفوزان
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
القرآن الكريم وعلومه/تفسير آيات أشكلت
التاريخ ٢٤/٥/١٤٢٥هـ
السؤال
أود أن أسأل عن سورة الشمس، عند قوله تعالى:"ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها *" صدق الله العظيم، وأريد أن أسأل لماذا كان ذكر الفجور قبل التقوى، رغم أن الله قد خلق آدم وهو تقي، وكان الشيطان دخيلاً على هذه التقوى؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ذكر المفسرون عدة أوجه لتقديم الفجور على التقوى، مع أن التقوى أفضل، وهي الأصل كما ورد في الحديث:"كل مولود يولد على الفطرة" رواه البخاري (١٣٥٨) ، ومسلم (٢٦٥٨) ، ومن تلك الأوجه:
١- قدمها مراعاة لفواصل الآيات؛ لأن نظم القرآن أحد أوجه إعجازه.
٢- وقيل: لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنّبه تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية.
٣- وقيل: قدمها مراعاة لأحوال المخاطبين بهذه السورة، وهم المشركون، وأكثر أعمالهم فجور لا تقوى. والله أعلم.