أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ١٢/١١/١٤٢٤هـ
السؤال
هل كان لدى النبي - صلى الله عليه وسلم- علم باطني؟ بمعنى أن يكون الله - سبحانه وتعالى- أطلعه على علم لم يكشفه للناس؟ فهل يجوز أن نقول إن عند النبي - صلى الله عليه وسلم- علماً باطنياً؟.
الجواب
لا يجوز أن يقال: بأن لدى النبي - صلى الله عليه وسلم- علماً باطنياً؛ لأن ذلك لا يمكن إثباته إلا بالوحي، وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يعلم الغيب قال -تعالى-: "وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ"[الأعراف: من الآية١٨٨] ، وأمر الله -تعالى- نبيه -عليه الصلاة والسلام- بأن يقول:"ولا أعلم الغيب"[الأنعام:٥٠] ، وقال تعالى:"قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ"[النمل: من الآية٦٥] ، وعلم الباطن نوع من الغيب، وقد يكون الله أطلع نبيه - صلى الله عليه وسلم- على شيء لم يكشفه للناس كما أطلعه على أعيان المنافقين، لكن ذلك لا يسمى علم الباطن، لأن الذين يزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم- يعلم علم الباطن يقصدون بذلك أشياء هي من الشركيات والخرافات، والتخرصات، والأوهام، والظنون، والفلسفات، والمعتقدات الباطلة المنافية للشرع، ويدخلون تحت اسم علم الباطن كل عقائد الملل والديانات، والمقالات الضالة والمنحرفة المضادة للتوحيد والحق، ثم يزعمون أن ذلك من العلم الباطن الذي يعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم- والأولياء ونحو ذلك، وهذا باطل، ويجب على المسلم أن يبتعد عن هذه المتاهات المهلكة.