للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العمل في الشرطة في زمن فساد النظام!]

المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى

أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٠٧/٠١/١٤٢٧هـ

السؤال

أنا شاب عاطل عن العمل، فتطوعت وعملت بالشرطة ونيتي خالصة جداً -والحمد لله- ولكن في بلدنا سمعة رجل الشرطة سيئة إلا من رحم الله، فيقال: إنهم مرتشون، علمًا أني أرغب في هذا العمل، وأنا ملتزم والحمد لله، ولا أفكر في الحرام أبداً، خاصة أن أحوالنا المادية جيدة -والحمد لله- كما أنه لا توجد أي وظيفة أخرى.

وقد ذكر لي أحد المشايخ من أئمة المساجد حديثاً نسبه للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو: "الشرط وأعوان السلطان في النار".

فما رأيكم بالعمل في مجال الشرطة؟ وما مدى صحة هذا الحديث؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن العمل في مجال الشرطة كغيره من الأعمال، بل قد يكون من أفضل الأعمال لا سيما إذا كان الوالي عادلاً، وكان العامل (الموظف) ملتزماً بشعائر الإسلام، ومترفعاً عن الرشوة وعن كل حرام، كما جاء في إفادة السائل عن نفسه.

أما الحديث الذي ذكره السائل فلم أقف عليه، وفي نظري أنه لا يصح أن يكون حديثاً مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لمخالفته لأصل الشريعة وقواعدها، ذلك أنه عَمَّمَ الوعيد بالنار لجميع الشرط وأعوان السلطان، ومثل هذا لا تأتي به الشريعة الإسلامية؛ إذ من الشرط والسلاطين وأعوانهم من هم صالحون عادلون متمسكون بأحكام الشريعة الإسلامية.

هذا وقد أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بجواز تولي الولاية أو الإقطاع لمن كان عليه كُلفٌ من السلاطين تتضمن شيئاً من الظلم مع اجتهاده هو في تحقيق العدل، إذ قال -رحمه الله-: "الحمد لله، نعم إذا كان مجتهداً في العدل ورفع الظلم بحسب إمكانه، وولايته خير وأصلح للمسلمين من ولاية غيره، واستيلاؤه على الإقطاع خير من استيلاء غيره كما قد ذكر، فإنه يجوز له البقاء على الولاية والإقطاع ولا إثم عليه في ذلك، بل بقاؤه على ذلك أفضل من تركه إذا لم يشتغل إذا تركه بما هو أفضل منه، وقد يكون ذلك واجباً عليه".

هذا ما أردت إيضاحه حول هذا السؤال المهم، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>