المؤذن يرفع الأذان، ويعلي كلمة التوحيد، وينادي للصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام، وهذا يحتم عليه شروطاً ذكرها العلماء، وهي:
أن يكون مسلماً مؤتمناً على الوقت والأذان؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -:" ... والمؤذن مؤتمن ... " رواه الترمذي (٢٠٧) وأبو داود (٥١٧) وأحمد (٧١٦٩) ، وأن يكون عالماً بالمواقيت، ويكفي من ذلك معرفة الساعة، وأوقات دخول الصلاة، عالماً بألفاظ الأذان المشروعة، قادراً على أدائها، قادراً على رفع الأذان، ولا يشترط علو الصوت حال وجود مكبر الصوت، ويستحب أن يكون حسن الصوت، كما يستحب أن يكون قادراً على القراءة حال غياب الإمام، وألا يأخذ أجراً مقابل الأذان؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: " ... واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً " رواه أبو داود (٥٣١) والترمذي (٢٠٩) والنسائي (٦٧٣) وابن ماجه (٧١٤) وأحمد (١٦٢٧٠) واللفظ لأبي داود، وقد اشترط بعض العلماء ذلك استناداً إلى الحديث الشريف، والمتفق عليه أن يكون مبتغياً بذلك وجه الله، أما إذا أخذ نظير تفرغه فقد أجازه أكثر المتأخرين، وليبشر المؤذنون فهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة كما ثبت في صحيح مسلم (٣٨٧) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في البخاري (٦٠٩) أنه لا يسمع المؤذن إنس ولا جن ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، وثبت في السنن (النسائي (٦٤٥) وأبو داود (٥١٥) وابن ماجه (٧٢٤)) وصححه الألباني أن المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس.