[حالتي.. متناقضة!!]
المجيب عبد الله العيادة
عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القصيم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ ٩/٩/١٤٢٢
السؤال
مشكلتي، أنني ما عدت أحتمل زخارف الحياة هذه، ولا أولئك الحمقى الذين يلهثون وراءها والذين أكون أحدهم أحياناً مكرها!! كلما أردت أن أتوسع في الزينة، وتغيير المركب الذي لا أشعر بالراحة فيه أقول ثم ماذا؟ الآخرة قريبة وهذه فلسطين وأهلها وغيرهم من بلاد الإسلام لا يجدون ملجأ أو مغارات.. وأنا أتقلب بالزينة؟! ولكن هذا الشعور كاذب فأنا لا أتصدق إلا بالقليل على هؤلاء..
إنني بحمد الله أجيد الرسم والخط، وأحب أن أتذوق الفن، وعندما أنوي رسم لوحة يأتيني هذا الشعور ليقول لي ثم ماذا؟ إنني أشعر بقرب الزمان.. وإن لم أستعد له إنني أقف مع هذا الشعور كالمندهش المذعور للوهلة الأولى!
لا يطيب لي شيء أبداً.. وإن كنت أمتلك مشاعر فياضة من الحب ومساعدة الآخرين.. أصبحت غريبا ً عند الآخرين بل عند نفسي..
كثير ما أطلق العنان، بل هو يفك قيده ليخرج بي عن الواقع..
أصبحت كالمجنون.. كما تصور نفسي ذلك لي..
حباني الله بشيء وهو: أنني محبوب من أهل الخير- وإن كنت لست منهم - ومع ذلك فأنا مندهش مذعور من شعور النهاية، آمل منكم الرد علي، وآسف لهذا الطرح المتناقض، فأنا أكتب لكم بعفو الخاطر المنكسر.. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب
يقال إن الذين يتعذبون في تفكيرهم هم أصحاب الحس المرهف. أو التفكير الشفاف، لأنهم يقفون عند كل نقطة ولا يتجاوزونها وقد تهلكهم من التفكير والتمحيص، لذا نجدهم يصارعون التناقض الذي يعترفون فيه (الاعتراف هنا مريح، لأنه متى ما اعترف الإنسان بعلته سهل عليه الوصول لعلاجها.
لذلك أنت تبحث عن السكينة وشاطئ الطمأنينة يجعلك تسير في اعتدال في التعامل في الحياة الدنيا. وعاقبتها من سراء وضراء لتسلك في هذا المأمن إلى الدار الآخرة بكل سكينة ويقين.
أقول لك يا أخي: يجب أولاً أن أسلط الضوء على الإيجابيات والمزايا التي خصك الله بها عن غيرك. وما هي؟
ثانياً: هذه المزايا كيف أوضفها بالشكل الصحيح الذي يعود بالنفع في الدنيا والآخرة؟ . ولا تطلب في أن أرشدك إلى توظيف قدراتك. أو حتى اكتشافها فأنت اقدر على ذلك مني. فأنا اتفق في سؤالك بأن لديك مواهب ومزايا. قد تكون هي السبب في تشتتك
إنما أحب أن أضيف إلى الهامش لديك، أن الإسلام لا يمنع أن يتقلب الإنسان بنعم الله ولكن بشرط أن يشكر ويحمد من أوجدها وحباه إياها. مهما يكن مقدار هذه النعم، مع العلم أن الزيادة تنتظرها إذا أعلن شكرها الحقيقي. (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) الآية