للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل من أسماء الله: الواجد والماجد؟]

المجيب د. محمد بن عبد الله الخضيري

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات

التاريخ ١٥/٠٥/١٤٢٦هـ

السؤال

هل الواجد والماجد من أسماء الله أم لا؟ أفتوني مأجورين.

الجواب

اسم الواجد والماجد ذكرهما بعض الأئمة والعلماء من ضمن أسماء الله الحسنى، كالأصبهاني وابن منده والبيهقي، وذلك استناداً منهم على رواية سرد الأسماء الحسنى التي أصلها في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة" صحيح البخاري (٢٧٣٦) ، وصحيح مسلم (٢٦٧٧) .

وقد وردت روايات أخرى للحديث بطرق مختلفة عند الترمذي (٣٥٠٧) ، وابن ماجة (٣٨٦١) ، والحاكم (٤٢) ، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٢) ، وفيها سرد الأسماء الحسنى على اختلاف بين هذه الروايات في تعيين الأسماء.

وهذان الاسمان المذكوران في السؤال وردا عند الترمذي والحاكم والبيهقي من رواية الوليد بن مسلم، عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

والمحققون من أهل العلم على أن هذه الرواية وغيرها تعتبر مدرجة في ذلك الحديث، وليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد حكى شيخ الإسلام -رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى (٢٢/٤٨٢،٦/٣٧٩) - اتفاق أهل المعرفة بالحديث على أنها من كلام بعض السلف، وذهب إلى ذلك أيضاً الإمام ابن حزم وابن العربي وابن كثير وابن حجر والصنعاني وابن الوزير والحسين المغربي والألباني -رحمهم الله جميعاً-.

وليست العلة في هذه الزيادة تفرّد الوليد بن مسلم بها -كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/٢١٩) - بل للاختلاف فيه، والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج.

وإذا كان الحديث ضعيفاً فلا يصح إثباتهما من أسماء الله الحسنى، ولا أعرف دليلاً لمن ذكرهما غير هذه الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>