للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[علاقة المحسن بالمسيئين من أقاربه يوم القيامة]

المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

العقائد والمذاهب الفكرية/الإيمان باليوم الآخر

التاريخ ١٥/٩/١٤٢٤هـ

السؤال

لو أن شخصاً عمل عملاً أوجب دخوله الجنة، ولكن هناك شخصاً قريباً له (أخوه أو أبوه) دخل النار والعياذ بالله، فهل دخول قريبه إلى النار من المنغصات له

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

ما ذكرت من المنغصات لا يلحق بأهل الجنة لأنها نعيم وسرور وحبور، أخبر الله عن أهلها أنه: "لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ" [الحجر:٤٨] ، وأكد هذا المعنى بقوله في آية أخرى "الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ" [فاطر:٣٥] ، وورد في صحيح مسلم / كتاب الجنة / باب صفة الجنة وأهلها/ حديث (٢٨٣٧) (ج٤/ ٢١٨٢) عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ينادي منادٍ إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتو أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً" فذلك قوله عز وجل: "وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"

[الأعراف: من الآية٤٣] .

ودخول قريبه في النار هو من عدل الله في حكمه وجزائه، وهو إن كان من الموحدين فإنه لا يخلد فيها، بل يعذب فيها ما شاء الله ثم يخرجه الله منها، ومن أسباب خروجه منها شفاعة الشافعين له عند الله أن يخرجه من النار، وهذا معلوم من مذهب أهل السنة والجماعة في أحكام الشفاعة، نسأل الله أن يجعلنا من أهل دار كرامته، وأن يعاملنا بفضله ومنَّه وكرمه وتجاوزه عنا، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>